ما الطاغية إلا فرد لا يملك بالحقيقة قوة ، ولا سلطان، وإنما همي الجماهير الغافلة الذلول ، تمطي له ظهرها فيركب.. وتمد له أعناقها فيجر.. وتحني له رؤوسها فيستعلي… . وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغي.
أيها الناس ان قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأذى ولكنها تبقى ذهبا، والصفيح ليس كالذهب ، والشر ليس كالخير ، والليل الأسود البهيم ليس كالصبح المشرق المضيء.
يقول فولتيير: إن التعذيب الذي يهدر الكرامة و الإنسانية ليس فقط كرامة المتهم بل كرامة الحاكم أيضاً ، لأن هذا الأخير بتعذيبه إنسانا مثله يكون فاقد لمعنى الإنسانية بأكملها ، أي إهانة يتحدث عنها فولتيير وأي كرامة ونحن لآن نذوق الظلم من حكامنا ، من أخواننا وأشقائنا ، فقد تفرقوا مابين العميل والعامل والظهير والخائن ، ففقدنا كرمتنا وكرامة وطننا بسبب بعضنا البعض، كأوراق الخريف كرامتنا تظل تحت الشجر إلى أن تنتهي…..
إن أبناء اوروبا الغرباء يأتون إلى بلادنا فيفعلون الموبقات ، وكل شيء بيكون متاح في متناولهم ولا أحد يسألهم عن شيء ولا يعاقبهم فقط لأنهم يحملون كرامة بلادهم التي جاءوا منها ، فكونك بريطاني أو فرنسي أو أمريكي هذا يعني أنك أنت الدولة نفسها ومن يمسّك بسوء فقد مسّ دولتك وأساء لها، وهذا ممنوع وله عقاب ، لذلك كانت كرامتهم محفوظة ، وجانبهم مهاب ، ونحن الأخوة في العروبة والإسلام لا ندخل بلادهم إلا بكفيل ، وإذا اعترض أحد عن الظلم عاملوك كالعبد الآبق الهارب .
أما الاستفتاء الذي تطبل له جميع الصحف مقدمة بكلمة نعم (نعم للحرية والكرامة)، بالخط العريض الأحمر ثم يخرج بنتيجة 99.9% فمعناه ان هذه البلاد ليس لها وعي ولا كرامة ولا حرية ، ولا إنسانية .
لا كرامة ولا حرية للإنسان الأناني الجائع ، والتحرر النفسي والقناعة أول مرحلة في سبيل التحرر التقدمي
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها