تم العثور على خريطة كاملة لشبكة إنترنت، يعود تاريخها إلى مايو 1973 وذلك بين مجموعة من الأوراق القديمة في كلية كارنيجي ميلون لعلوم الكمبيوتر في بيتسبرغ.
وفي ذلك الوقت كانت شبكات الإنترنت تعرف باسم "أربانت" وهي تلك التي أطلقها مشروع لوزارة الدفاع الأميركية سنة 1968 من أجل ربط الجامعات ومؤسسات الأبحاث لاستغلال قدرات الكومبيوترات المتوفرة وقتها.
ويعتبر الباحثون أن "أربانت" ARPANET هي النواة الحقيقية التي أدت إلى ظهور الإنترنت الحالي، وإلى مطلع السبعينات كانت شبكة الأربانت تتكون من 42 أجهزة حاسوب مستضيفة، متصلة بـ 36 مركزا بالولايات المتحدة الأميركية كلها.
الأربانت خارج أميركا
بمجرد إنشاء هذه الخريطة المكتشفة حديثا، فإن الإنترنت خرج عن نطاق الولايات المتحدة إلى دول أخرى في العالم، عبر الاستعانة بوصلات الأقمار الاصطناعية، بحيث بات بإمكان المستخدمين في لندن والنرويج استخدام شبكة "الأربانت" وأصبحوا ضمن نطاق المحتوى الأميركي.
وقد عثر على هذه الخريطة ديفيد نيوبري، الذي يعمل مطورا لمبادرة تعرف باسم "مسارات الفن" في متحف كارنيجي للفنون بيتسبرغ، حيث وجدها بين مجموعة من الأوراق القديمة، حصل عليه من والده، الذي كان يعمل في جامعة كارنيجي ميلون منذ السبعينيات.
وليس من المعروف حتى الآن أين نشرت هذه الخريطة بالضبط في المرة الأولى، ويقول عنها نيوبري أن والده احتفظ بها منذ أن كان مديرا لأعمال كلية علوم الحاسب الآلي.
نسخة أحدث للخريطة الأولى
وكانت نسخة أحدث لهذه الخريطة الجديدة قد نشرت سابقا، ضمن تقرير لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، ويعود تاريخ تلك الخريطة إلى سنة 1974 ونشرها مركز الأبحاث اميس ناسا بكاليفورنيا.
ويظهر في النسخة الكاملة للخريطة الجديدة التي تعتبر الأقدم، اللاعبون الأساسيون في المعرفة مثل جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا وجامعة ستانفورد الذين كانوا ضمن الشبكة.
وبحسب نيوبري فإن كل مربع من الخريطة يمثل أحد الموجهات الأساسية في الشبكة، التي كانت تضاف بمعدل واحد شهريا في تلك الفترة، ومن ثم فإن الأشكال البيضاوية هي الخوادم أو المستضيفين.
وتدل الوصلة بين هاواي ووكالة ناسا على سبيل المثال أنهما كانا مرتبطين عبر الأقمار الصناعية.
لا أحد تخيل مستقبل الأربانت
عندما بدأت الأربانت في الستينيات لم يكن يتوقع لها أن تمتد وتتوسع لما هي عليه الحال اليوم من شبكات الإنترنت الهائلة، ولم يكن الأمر يتعدى بضع جامعات يتم ربطها مع بعضها أو مؤسسات حكومية وشركات تكنولوجية خاصة، وكان ذلك في نطاق محدود وبسرية عالية، وفي الولايات المتحدة بالتحديد.
وقد كان نظام تبادل البيانات يعرف باسم بروتوكول "اف تي بي" FTP الذي يستخدم إلى اليوم لنقل الملفات عبر شبكات الإنترنت للمواقع الإلكترونية.
الإنترنت الحديث "الوب"
في عام 1971 كان المستخدمون قادرين على نقل البيانات عن طريق الاتصال إلى الشبكة من خلال محطة الكمبيوتر الفردية.
وإلى 20 ديسمبر 1990 فقد ظل الوضع عاديا، إلى أن قام تيم بيرنرز لي وهو عالم في منشأة بحثية تعرف باسم سيرن CERN في سويسرا، باختراع أول موقع ويب في العالم تتم استضافته عبر الشبكة الدولية للمعلومات، وبهذا يعتبر تيم هو مخترع الويب الحديث.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها