تشتهر سويسرا بساعاتها مثلما تشتهر بمصارفها، فهي تصدر ما تصل قيمته إلى عشرين مليار دولار من الساعات السويسرية سنويا، لكن هذه الصناعة بدأت تشهد انحدارا قويا مؤخرا مع هبوط الصادرات بشكل كبير.
وبحسب اتحاد صناعة الساعات السويسرية فإن إجمالي صادرات الساعات خلال أغسطس/آب الماضي بلغ 1.9 مليون ساعة بانخفاض بنسبة 4.5%، ومن الناحية المالية فإن المبيعات هبطت تقريبا بنسبة 9% لتصل إلى 1.4 مليار فرنك سويسري، ويشير موقع بلومبرغ الإخباري إلى أن هذا يعد التراجع الشهري الرابع عشر على التوالي، وهي بالتحديد المدة التي دخلت فيها ساعة آبل إلى الأسواق.
فقد طرحت آبل ساعتها "آبل ووتش" نهاية أبريل/نيسان 2015، ومثل معظم منتجات الشركة فإن المخزون تعرض لنقص شديد في البداية، ولم يتعدل الوضع إلا مع بداية يونيو/حزيران 2015 عندما رفعت آبل الإنتاج لتواكب الطلب، وكان ذلك قبل 15 شهرا مضت.
كما أن الرئيس التنفيذي لآبل تيم كوك أشار في وقت سابق هذا الشهر خلال حدث الكشف عن الجيل الثاني من ساعة آبل، إلى أن الشركة صعدت في قائمة صناعة الساعات بعد طرح "آبل ووتش" لتصبح الشركة حاليا في المرتبة الثانية بين صناع الساعات في العالم من حيث العائدات.
لكن لا بد من الإشارة إلى وجود حزمة عوامل أخرى أدت إلى معاناة صادرات الساعات السويسرية، فالفرنك السويسري كان قويا نسبيا كعملة وهو ما يضر بالصادرات، كما أن على الصناعة أن تدرك أهمية استهداف أسعار معقولة مع الاستجابة للفئات الشبابية الأكثر هوسا بالتقنية، فقيم الساعات التقليدية لم تنخفض بالطريقة ذاتها للساعات الذكية وذلك لأن التقنية وراءها لم تتغير منذ مئات السنين.
وفي المحصلة فإن صناع الساعات السويسريين يواجهون رياحا عاتية، ودخول آبل إلى السوق لم يساعدهم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها