صفحة أصلية من مخطوطة موسيقية كتبها فرانز شوبرت، قبل حوالى قرنين، يتم إجراء بحث عليها باستخدام طريقة جديدة رائدة ابتكرها علماء ألمان، للبحث عما يسمى بالعلامة المائية، وهي صورةٌ صغيرةٌ غير مرئية، توجد على جميع الأوراق القديمة.
وذلك باستخدام الأشعة تحت الحمراء التي لا يمكن للحبر أو تغير الألوان التشويش عليها. توضع الورقة بين سطحٍ دافئٍ والكاميرا. ثم يتم تصويرها بكاميرا الأشعة تحت الحمراء. ويقول الباحث هاغن اميل: “عندما أضع الورقة، أو المخطوطة الموسيقية، على اللوح الدافئ، في هذه اللحظة بالذات أستطيع أن أرى العلامة المائية، وأتمكن من تسجيلها ونقلها إلى الحاسوب. وفي غضون ثوانٍ أتمكن من البحث عن الصورة، حيث تكون العلامة المائية في أوضح نقطة، ولكن دون ظهور الحبر، وهذا هو المبدأ”.
كان مصنعو الأوراق الأوروبية يضعون علامة مائية على منتجاتهم، وذلك حتى بداية القرن العشرين. فقد كانت الأوراق منتجاً باهظاً، لهذا تقوم المصانع بدمغها بشعار. تُخزن صورة العلامة المائية المكتشفة في قاعدة بيانات للرجوع إليها، وتحديد تاريخ ومكان إنشائها. وتقول رئيسة قسم الموسيقى في مكتبة ولاية برلين، مارتينا ريبمان: “للعلامات المائية أهمية خاصة فيما يتعلق بالبحث في الأوراق المكتوبة بخط اليد،لا سيما لتحديد تاريخ صناعة الورقة والمكان الذي كتبت فيه. يمكننا معرفة مكان وتاريخ كتابة الوثيقة بشكلٍ أسهل بكثير بفضل العلامة المائية”.
باعتبار أن العلامة المائية تسبب انخفاضاً في رقة الورقة، فهذا من شأنه أن يشكل اختلافاً بدرجة حرارة تلك البقعة، ما يُمكِّن الكاميرا من كشفها. كما يمكن للكاميرا العثور على العلامة المائية في الأعمال الفنية كالتي تعرض في متحف برلين للرسومات. ونظراً لغلاء تكلفة هذا النظام، يوجد منه نسختان، في مكتبة برلين ومكتبة بافاريا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها