في مقالي هذا أقدم عذري لكلمة المرأة ، ولكلمة ( أم) والحمدلله على جزيل خلقه ، وسبحان الله..
ذكرة الكتب المقدسة أن حواء أقدمت على فصل لا ينطبق على حكمة العقل والمنطق بتحريضها آدم على الأكل من الشجرة المحترمة… .وقد ترك هذا الحدث في ذهن البشرية صورة المرأة التي سقطت من عليائها ، وعلى هذا الأساس اعتبرت حواء المرأة التي لم تتفهم دورها جيدا .
يقول ندرة اليازجي : ((وهذه الصورة لسقوط المرأة تظل عقدة فينا وتترك في أعماقنا أثرا لا يمحى)).
ولكن آدم لم يكن أفضل من حواء على الإطلاق فهي منه وهي شريكته وهي مكلفة كالرجل مخاطبة مثله بأمر الله ونهيه ، مثابة ومعاقبة كما يثاب ويعاقب .
وتقول سيمون دي بوفوار: في كتابها ((الجنس الثاني)) ماالسبب الذي جعل هذا العالم، دائما ملكا للرجل ؟.
أن استعباد المرأة قد توافق زمناً مع تلك المرحلة مما قبل التاريخ التي نهضت فيها الأسرة لمعارضة القبيلة وتطورت فيها الملكية الخاصة ، وانقسم المجتمع إلى طبقات ومهّد الطريق لولادة الدولة بهدف السيطرة على التناحرات الطبقية.
.
الرجل كان يتعاطى الصيد البري والبحري والمرأة كانت تهتم بتغذية ذريتها وحمايتها، وكانت نشاطات المرأة تعطيها الولاية على الرجل لأنها كانت مدعوة للحفاظ على النوع البشري .
فكانت الآلهة المسؤولة عن الخصب أو المانحة للذكاء ، والعارفات اللواتي يقرأن المستقبل والجانيات الساحرات المقلدات سلطة فائقة للطيعة عن الجنس المؤنث ، وبذلك كانت المرأة واهبة للأسرار ومعجزات تجسد قوى ماوراء الطبيعة ، القوى الساحرة الغامضة.
ولكن مع اكتشاف المعادن والأسلحة المعدنية وولادة الحرب ، ارتفع شأن الذكر وأنقلب الدور وتقسيم العمل ، وانحط عمل المرأة المنزلي إلى مرحلة ثانوية ، وظهرت الأسرة الرعوية وأصبحت المرأة أداة عمل وإنجاب ، وبدلاً من أن تكون تابعة لدائرة أبيها أصبحت تابعة لدائرة زوجها ، وصارت تقايض مقابل ماشية أو أسلحة ، وأمست بادرة خيانة زوجية منها تعاقب بالموت ، وانتقلت المرأة إلى حالات اضطهاد مزدوج داخل المجتمع ككل ، وداخل الأسرة.
وجاءت الأديان والتشريعات لتكريس تبعية المرأة وعزلتها المطلقة .
فالأديان كلها وقفت موقفا محددا إزاء المرأة ، وجسدت موقفها في قوانين وأساطير وروحانيات وتشريعات ، وتطورت الثقافة وتطور المجتمع ، وتبدل وجه المرأة ، وتغيرة الصورة التي رسمت لها في البنية المجتمعية ، ومازالت الأديان تحافظ على تراثها وبتالي على موقفها اتجاه المرأة.
وتمضي الأيام وتتداخل الازمنه فيتقدم دور المرأة ومشاركتها بالحق وبالرأي باعتبارها شريك للرجل في كل المراحل والظروف بما يتوافق مع الأديان ، وتحت حدود الانثوية .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها