في تطور يعكس احتقانًا قبليًا متصاعدًا داخل مناطق سيطرة الحوثيين، تشهد الأوساط القبلية في صنعاء ومحيطها حالة غليان غير مسبوقة، وسط دعوات للاحتشاد والاصطفاف القبلي، في ما يصفه مراقبون بأنها ملامح انتفاضة قبلية جديدة ضد ممارسات مليشيا الحوثي وتجاوزاتها بحق قيادات وزعماء القبائل.
وتأتي هذه التحركات بعد سلسلة اعتداءات وانتهاكات طالت وجهاء القبائل خلال الفترة الماضية، كان آخرها حادثة الاغتيال التي فجّرت موجة غضب واسعة، ودفعت قبائل جهم وخولان إلى رفع الصوت مجددًا ضد ما يقولون إنها “سياسة ممنهجة لاستهداف رموزهم”.
وفي صدارة هذا الغضب، اغتال مسلحون حوثيون في العاصمة صنعاء الزعيم القبلي البارز ناصر سعيد علي طعيمان، أحد وجاهات قبيلة جهم بمحافظة مأرب، في عملية وُصفت بأنها الأخطر منذ أشهر.
وبحسب مصادر محلية وإعلامية متطابقة، فإن مسلحين تابعين لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي نفذوا عملية الاغتيال عند نحو الساعة العاشرة من مساء الأربعاء، وهم يرتدون زي الجهاز الأمني وتغطي وجوههم الأقنعة، قبل أن يلوذوا بالفرار، وسط انتشار أمني مكثّف أُغلق خلاله محيط الحادث لساعات.
وأكدت المصادر أن عملية الاغتيال جاءت عقب توتر متصاعد بين المليشيا وزعماء من قبيلة جهم، على خلفية رفضهم تجنيد أبنائهم قسرًا ودفعهم لإتاوات مالية، وهو ما اعتبرته القبيلة “استهدافًا مباشرًا لهيبتها ووجودها”.
وعقب الحادث مباشرة، دعت قبائل من خولان وجهم أبناءها وأنصارها إلى الاحتشاد اليوم الخميس في ميدان السبعين بصنعاء، في خطوة احتجاجية تحمل رسائل مباشرة للحوثيين، وتعبّر عن حجم السخط القبلي المتنامي داخل العاصمة.
وتشير مصادر قبلية إلى أن الموقف قد يتطور خلال الساعات المقبلة إلى تحركات أوسع، في حال واصلت المليشيا رفضها تسليم المتورطين أو التعامل بجدية مع المطالب القبلية، وسط توقعات بأن تشهد صنعاء حالة استنفار أمني على خلفية هذه الدعوات.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها