تلقت جماعة “الحوثي” ضربة جديدة في ملف “الخلايا السرية”، الذي راهنت عليه لسنوات كأداة بديلة لتحقيق مكاسب على الأرض، في ظل عجزها عن التقدم عسكرياً في المناطق المحررة.
وفي أحدث فصل من هذا الملف المظلم، تمكنت الأجهزة الأمنية في عدن ومأرب، من إحباط مخططين منفصلين كانا يستهدفان قيادات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى.
من عدن إلى مأرب.. انكشاف الخلايا “الحوثية”
أعلنت إدارة شرطة العاصمة المؤقتة عدن، قبل أيام، عن إحباط عملية وٌصفت بأنها “الأوسع منذ سنوات”، بعدما نجحت شرطة دار سعد، في كشف خلية كانت تستعد لتنفيذ سلسلة اغتيالات بحق قيادات بارزة، بينهم ضباط في الحزام الأمني، وقيادات في المؤسسة العسكرية.
وبحسب المصادر الأمنية، فإن الخلية “الحوثية” خضعت لتدريب قتالي متقدم، في مناطق واقعة تحت سيطرة جماعة “الحوثي”، وجرى تمويلها بسخاء لتنفيذ عمليات سريعة ومركّزة، تعتمد على التفجيرات والطائرات المسيرة، بدل المواجهة المباشرة.
وبعد يوم واحد فقط، بثت قناة اليمن الرسمية، فيلماً وثائقياً حمل عنوان “مأرب.. النوم بعين واحدة”، كشف تفاصيل شبكة “حوثية”، كانت تعمل داخل المدينة لجمع معلومات حساسة عن قيادات عسكرية ومسؤولين حكوميين، بانتظار ساعة الصفر لتنفيذ عمليات تفجير واغتيال.
الفيلم الوثائقي أظهر تسجيلات واعترافات لأعضاء الخليتين اللتين عٌرفتا باسم “صقر” و”أبو هادي”، وتضمن صوراً لأسلحة وعبوات ناسفة، وعمليات مراقبة دقيقة لتحركات شخصيات مستهدفة.
تجنيد النساء في الرصد والتتبع
اعترف المتورطون بالخلايا “الحوثية”، بتجنيد نساء للرصد من داخل الأحياء وباستخدام مهاجرين أفارقة في زرع العبوات، إلى جانب حصولهم على تعليمات مباشرة، من قيادات في الصف الأول لجماعة “الحوثي”.
كما كشفت التحقيقات، أن مستشفيات في صنعاء تحولت إلى مراكز لتسليم عبوات وتدريب على التفجير، وأن مصنعاً للمتفجرات أنشئ في حي سكني، بإشراف خبراء إيرانيين.
ورغم محاولات جماعة “الحوثي” الاستفادة من عنصر المفاجأة عبر “تفعيل الخلايا بدل الجبهات”، فإن نجاح الأمن في عدن ومأرب في ضرب المخططين المتزامنين، يعكس تحولاً كبيراً في ميزان هذا الصراع الصامت.
وبينما كانت هذه الخلايا “الحوثية” تشكل تهديداً حقيقياً خلال السنوات الماضية، تزداد اليوم قدرة الأجهزة الأمنية في كشفها وتعطيلها قبل أن تتحرك.
مخاطر قائمة
رغم النجاح الأمني الملحوظ، تواصل جماعة “الحوثي” الرهان على هذا النوع من العمليات الإرهابية، لتعويض خسائرها في جبهات القتال، ما يعني أن المخاطر ما تزال قائمة.
وقد تعرض العميد الركن عبده عبد الله المخلافي، قائد اللواء 22 مشاة، أمس الأربعاء، لمحاولة اغتيال للمرة الثانية خلال أقل من شهر، أثناء تحركه بين مأرب والجوف، باستهدافه بعبوة ناسفة زرعت بالطريق الصحراوي.
وقد أسفر الانفجار عن مقتل اثنين من مرافقيه، فيما أصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة، في جريمة إرهابية جديدة تهدف الى زرع الفوضى واستهداف القيادات العسكرية والأمنية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها