فجّر الصحفي والمحلل الاقتصادي ماجد الداعري مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه كواليس الخلافات المستعصية بين محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي ورئيس الحكومة، والتي تسببت في تعطيل صرف مرتبات الجيش وعدد من الجهات الحكومية، ووضعت ملايين المواطنين في مواجهة مباشرة مع المعاناة المعيشية.
وأكد الداعري أن محافظ البنك المركزي يرفض جميع الخيارات الثلاثة التي طرحتها الحكومة لصرف المرتبات، مبررًا ذلك بأنها "خيارات تضخمية" تهدد استقرار العملة الوطنية وتنسف ما تحقق من إصلاحات نقدية.
الخيارات المرفوضة من البنك المركزي
السحب على المكشوف: وهو ما كانت تقوم به إدارات البنك السابقة، إلا أن المعبقي اعتبر أن حسابات الحكومة مكشوفة أصلاً بترليونات الريالات منذ سنوات.
استخدام احتياطات البنوك: عبر المصارفة والاستفادة من التحسن في سعر الصرف، وهو ما رفضه المحافظ بحجة أن هذه أموال تخص البنوك، فيما عجزت الحكومة عن إلزام 147 جهة حكومية بتوريد مواردها إلى البنك المركزي.
صرف المرتبات من العملة المطبوعة الموقوفة في الموانئ: وهو الخيار الأخطر وفق وصف المحافظ، الذي أكد أنه سيكون بمثابة "كارثة على أي استقرار نقدي"، بينما يرى آخرون أن استمرار حرمان الموظف من راتبه هو الكارثة الأكبر.
وأشار الداعري إلى أن الخلاف لم يتوقف عند مسألة الرواتب، بل امتد إلى أولويات الصرف، حيث يتهم رئيس الوزراء المحافظ بتجاوز صلاحياته وصرف مبالغ لجهات لا تعتبرها الحكومة أولوية، فيما يبرر المعبقي بأن البنك المركزي يقوم اليوم بمهام البنك ووزارة المالية معًا، في ظل عجز الحكومة عن جمع مواردها وسداد ديونها الهائلة.
وأوضح الداعري أن كل طرف يتمترس خلف نصوص قانونية تمنحه حقًا وصلاحيات في إدارة الملف، غير أن الطرفين تجاهلا تمامًا مصلحة الموظفين والمواطنين الذين يعيشون أسوأ أزمة معيشية خانقة.
وأكد أن البنك المركزي لا يمكنه التضحية باستقرار العملة باللجوء إلى خيارات تضخمية، خصوصًا بعد نجاحه مؤخرًا في كبح المضاربين وإغلاق أكثر من 70 منشأة صرافة مخالفة بدعم دولي غير مسبوق.
واختتم الداعري تصريحه بالتشديد على أن الحل الوحيد يكمن في تدخل مجلس القيادة الرئاسي بشكل عاجل لفض الخلاف، ومنح المحافظ الصلاحيات الكاملة لتدبير المرتبات وإلزام كافة الجهات الحكومية بتوريد مواردها، بدلًا من استمرار حالة الشلل والتلاعب بمصير ملايين اليمنيين.
وأكد أن التفكير بتغيير محافظ البنك "أمر شبه مستحيل" نظرًا للعلاقات الدولية القوية التي يتمتع بها المعبقي والدعم الكبير الذي يحظى به من صندوق النقد والدول الكبرى.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها