في خطوة وُصفت بأنها محاولة لطمس الهوية اليمنية وتزييف الوعي الجمعي، كشفت مصادر إعلامية عن أبعاد جديدة تقف خلف قيام مليشيا الحوثي بطباعة عملات ورقية جديدة خالية من الرموز الحضارية والتاريخية التي ميزت العملة الوطنية لعقود.
الصحفي أحمد الأشول قال في تصريح له تابعه "وطن نيوز" إن الجماعة الحوثية عمدت خلال أسبوع واحد فقط إلى إصدار عملتين جديدتين من فئتي خمسين ومئتي ريال، بعد أن أزالت منهما التماثيل الحميرية والرموز اليمنية القديمة، واستبدلتها بصور مساجد ذات دلالات طائفية مرتبطة بالسلالة الحوثية، في ما اعتبره "تزويرًا ممنهجًا يستهدف طمس الهوية اليمنية العريقة".
وأضاف الأشول أن "المليشيا السلالية تسعى بكل وضوح إلى استبدال الرموز الوطنية التاريخية برموز مذهبية دخيلة، في محاولة لصياغة واقع جديد قائم على ثقافة طائفية تُقصي كل ما لا يتماشى مع مشروعها الإيراني".
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة ممنهجة تشمل تغيير المناهج الدراسية، وأسماء الشوارع، وحتى الأعياد والمناسبات الوطنية، في سياق ما وصفه بـ"مشروع لتدمير الذاكرة الجمعية لليمنيين، واستبدالها بخطاب مذهبي دخيل على هوية البلاد".
وترافقت الخطوة الحوثية مع موجة غضب شعبية على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر فيها يمنيون عن استيائهم من تغييب رموز الدولة والحضارة الحميرية، مؤكدين أن العملة الوطنية ليست مجرد أوراق مالية، بل تحمل في طياتها سردية تاريخ وهوية وطن.
ويرى مراقبون أن هذا التعديل المتعمد في تصاميم العملة، بما تحمله من رموز ثقافية وتاريخية، يعكس نية الحوثيين في فرض خطاب طائفي أحادي، يتنافى مع هوية اليمن الجامعة التي تعود جذورها إلى آلاف السنين، في محاولات مكشوفة لإحلال رموز مذهبية محل الحضارة اليمنية الأصيلة.
ويحذّر ناشطون من أن استمرار التغاضي عن هذه الممارسات قد يُفضي إلى نتائج كارثية على النسيج الوطني اليمني، داعين إلى تحرّك رسمي وشعبي واسع لوقف هذا التلاعب الذي يمس سيادة الدولة ووجدان شعبها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها