دفعت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا تعزيزات عسكرية إلى محاور قريبة من مدينة مأرب، في خطوة تُنذر بتجدد المواجهات في أحد أبرز المعاقل التابعة للحكومة اليمنية الشرعية، وفقًا لمصادر ميدانية.
وأفادت المصادر بأن المليشيات الحوثية قامت، خلال الأيام الماضية، بنقل أطقم قتالية وآليات عسكرية محملة بعشرات المسلحين إلى مناطق متاخمة لأطراف مأرب، في تحركات تشير إلى استعدادها لشن هجمات جديدة على مواقع قوات الجيش الوطني .
وأكدت المصادر أن هذه التعزيزات تأتي ضمن استراتيجية المليشيات لاستهداف الخطوط الدفاعية للجيش اليمني المنتشر في جبهات مأرب المختلفة، ما يُنذر بموجة تصعيد قد تعيد المنطقة إلى ساحة مواجهات دامية، بعد أشهر من الهدوء النسبي.
وتعتبر مأرب، الغنية بالنفط والغاز، إحدى أهم المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا، كما أنها تشكل حاجزًا أمام تمدد الحوثيين نحو المناطق الجنوبية والشرقية. وقد شهدت المحافظة معارك ضارية خلال السنوات الماضية، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى والنازحين.
من جهتها، حذرت مصادر عسكرية يمنية من أن أي هجوم حوثي على مأرب سيكون له تداعيات خطيرة على الجهود السياسية والمساعي الدولية لإنهاء الحرب، داعية المجتمع الدولي إلى الضغط على المليشيات لوقف التصعيد والالتزام بالمسار السلمي.
يأتي هذا التحرك العسكري في وقت لا تزال فيه المليشيات الحوثية ترفض تنفيذ بنود اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتستمر في تعطيل جهود إحلال السلام، مما يزيد من مخاوف المدنيين من عودة الحرب إلى المنطقة.
وتواصل المليشيات، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء عام 2014، شن هجمات متكررة على مأرب وغيرها من المناطق، متسببة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وفقًا للأمم المتحدة.