لا تزال العاصمة المؤقتة عدن ترزح تحت وطأة الظلام وانقطاعات الكهرباء الطويلة، رغم مرور ستة أيام على تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا لمجلس الوزراء في الحكومة الشرعية، في وقت ترتفع فيه آمال المواطنين بحدوث تحسن ملموس في مستوى الخدمات، وعلى رأسها خدمة الكهرباء التي باتت تمثل كابوسًا يوميًا يثقل كاهل السكان مع دخول فصل الصيف.
وتأتي هذه الأوضاع بعد تعيين بن بريك في 3 مايو 2025، خلفا لأحمد عوض بن مبارك، ضمن تغييرات حكومية واسعة وصفت بأنها محاولة لإنعاش أداء الحكومة وتحسين مستوى الخدمات في المناطق المحررة.
إلا أن واقع الكهرباء في عدن لم يشهد أي تحسن يُذكر، حيث تستمر ساعات انقطاع التيار الكهربائي لتتجاوز 17 ساعة في اليوم، مقابل ساعة ونصف فقط يعود فيها التيار بشكل متقطع وغير مستقر، وسط موجة حر خانقة تضرب المدينة الساحلية وتفاقم من معاناة الأهالي.
سكان في أحياء متفرقة بعدن أكدوا لـ"وطن نيوز" أن أوضاعهم تزداد سوءًا مع استمرار غياب الكهرباء، وارتفاع درجات الحرارة، في ظل انعدام أي حلول إسعافية من الجهات المعنية، أو تصريحات تطمينية من الحكومة الجديدة.
وتقول مصادر في مؤسسة الكهرباء بعدن إن الأزمة تعود إلى النقص الحاد في الوقود المخصص لمحطات التوليد، إضافة إلى غياب التمويل والدعم اللازمين لاستقرار الشبكة، وهو ما جعل كل الوعود السابقة لإصلاح المنظومة مجرد حبر على ورق.
وعلى الرغم من الترحيب الشعبي بتعيين حكومة جديدة يُعوّل عليها المواطنون في تحسين الأوضاع المعيشية والخدمات، إلا أن استمرار انهيار خدمة الكهرباء يهدد بتآكل الثقة مجددًا، ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة وتخفيف معاناة المواطنين، التي تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية.
الجدير بالذكر أن عدن تعاني منذ سنوات من أزمات متكررة في الكهرباء، وتزداد حدتها في فصل الصيف، مع غياب خطط استراتيجية للحلول المستدامة، واستمرار الاعتماد على المعالجات المؤقتة والتمويلات الطارئة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها