كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تفاصيل جديدة من كواليس الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي اختتمت مساء السبت في العاصمة العُمانية مسقط، ووصفتها طهران بأنها بناءة وقائمة على الاحترام المتبادل.
وبحسب تسريبات متطابقة، فقد فاجأت طهران الوفد الأمريكي المشارك بحجم التنازلات التي عرضتها خلال المحادثات، في محاولة واضحة لخفض التوتر الإقليمي وتفادي مواجهة عسكرية وشيكة.
العروض الإيرانية تضمنت مقترحات لصفقات استثمارية ضخمة مفتوحة أمام الشركات الأمريكية، إضافة إلى عرض تصدير النفط الإيراني إلى الولايات المتحدة بأسعار تفضيلية. كما أبدت إيران استعدادها للتراجع عن دعم عدد من الميليشيات الحليفة في المنطقة، وعلى رأسها الحوثيون في اليمن، مقابل ضمانات أمنية أمريكية بعدم شن أي هجوم عسكري على إيران.
وفي أول تعليق رسمي أمريكي، قال البيت الأبيض إن المبعوث الخاص ستيفن ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أجريا محادثات مباشرة "إيجابية وبناءة للغاية".
وأضاف البيان أن ويتكوف أبلغ عراقجي بأنه مفوَّض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعمل على تسوية الخلافات بين الجانبين عبر الحوار والدبلوماسية متى ما كان ذلك ممكنًا، في ما اعتبر خطوة جديدة نحو احتواء التصعيد الإقليمي.
وقال البيت الأبيض إن "هذه القضايا معقدة للغاية، لكن التواصل المباشر الذي جرى اليوم بين المبعوث الأمريكي والوفد الإيراني يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الطرفين"، مشيرًا إلى أن جولة جديدة من المحادثات ستُعقد السبت المقبل.
وخلال الجلسة، التي استمرت نحو ساعتين ونصف، تبادل الوفدان وجهات نظر حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية تخفيف أو رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وذلك بوساطة مباشرة من سلطنة عمان.
وفي لحظة لافتة، رصدت مصادر دبلوماسية حديثًا مقتضبًا جمع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بحضور وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، في ختام الجولة الأولى، ما أعطى إشارات إلى استعداد سياسي على أعلى المستويات للمضي في الحوار.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان رسمي أن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار في الأسبوع التالي، دون الإفصاح عن موعد محدد للجولة الثانية.
