أنا على يقين أن الرجال المرابطين في الهضبة غايتهم ودافعهم مصلحة أهلهم ومجتمعهم ونصرة لقضية حضرموت وحقوقها المنهوبة ، والكثير منهم كان قد بلغ به اليأس مبلغه من أنصاف القريب والبعيد ، وعندما تصدر الحلف تلك المطالب المستحقة لم يتردد في تأييده أو الأنضمام لمعسكره .
لكن سؤلنا هل قيادات الحلف قدمت ما يؤكد أهليتها لتحقيق طموح الحضارم ؟؟؟
وهل سلكت تلك القيادات الطريق الصحيح الموصل لتك الغاية التي يتمناها كل حضرمي ؟؟؟.
والجواب من وجهة نظري لا لكلا السؤالين ؟!.
فالسيادة مسؤولية وهي أمانة يتحملها من طلبها وسعى اليها ،،،
فالحلف عند تأسيسه كان مؤهلاً ، وقد اثبت جدارته عندما أرغم عفاش وهو اوج قوته للرضوخ لمطالبه ومطالب حضرموت في ذلك الوقت .
لكن قيادة الحلف حرفت مساره الذي يستقوي به وأقصت مقادمة لقبائل مؤسسة للحلف له ، لهم قيمتهم وثقلهم في قبائلهم وعلى مستوى حضرموت !!!.
ولم تلتزم قيادة الحلف بعقد تأسيسه في تدوير الرئاسة ولم تسعى للتصحيح وأستأثرت بالرئاسة منذ التأسيس وحتى اليوم !!!.
لذلك أنفض عنه عدد من رموز المجتمع القبلي والمناصب ونأوا بأنفسهم عن تمثيل الحلف لهم ، وأتجه البعض لتكوين مكونات منافسة ليفقد الحلف قوته وتفقد حضرموت وحدة صف قبائلها الذين هم عامودها الفقري ومرجع هيبتها !!!.
طبيعي أن يقف خلف هذا العبث شخوص يفتقدون الكفأة العلمية والحكمة في التصرف والجهل بأدراك الواقع السياسي المعقد وليس لهم رؤية واضحة لتقدير العواقب ، ويسوء الأمر عندما يطغى الحماس وتقود العاطفة إضافة للأنا الطاغية في سلوك البعض منهم مع الرغبة في مكاسب خاصة على حساب القضية والهدف المعلن !!!.
لذلك فالحلف بوضعه الراهن وبقياداته الحالية وبدون باقي مكونات المجتمع الحضرمي المدني والقبلي ليس مؤهلا لهذا الدور حتى مع الزخم المرافق وتأييد من أقتنع بالهدف المعلن ولم يكن معه من قبل !!!.
والدليل تلك الستة أشهر من المرابطة بدون أن يأبه بهم أحد ولم تلبى مطالبهم ، وأجزم أن المطالب كانت ستلبى في وقت قصير لو كان الضغط من الحلف مع باقي المكونات الحضرمية ( والمرء كثير بأخوانه ) كما يقول المثل العربي ، لكن ابت تلك القيادات إلا أن تفرض نفسها على الجميع ،،،
لذلك ما اقدمت عليه قيادات الحلف وفي ظاهرها مطالبة بمصلحة حضرموت تشبه مغامرة من سبقهم ، حين غامرت قيادات حضرمية وسلموا حضرموت للجنوب بسوء تقدير للعواقب ، فأدخلوا حضرموت والحضارم في المعاناة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا !!!.
مصلحة حضرموت ليست إلا في وحدة صف جبهتها الداخلية ، فكل قصص الكفاح الثوري لكل شعوب العالم لم ينجح منها إلا تلك الشعوب المتميزة بوحدة صف نخبها وضحت شعوبها في سبيل هدفها الغالي ،،،
للأسف فالحلف وادواته الأعلامية ولتجنب التقارب مع شركاءهم في النضال والأنصات لصوت العقل التي يحاول بها المخلصون تقوية مطالب المجتمع الحضرمي جعلوا الهروب للأمام وزيادة التصعيد وسيلة لدغدغة أماني الناس وزيادة الزخم الثوري ولأسكات أولئك الناصحون ، وهم يذلك يكرسون الفرقة ويباعدون الأمل في التقارب ووحدة الصف !!!.
ولم يجد أعلام الحلف وقود لأستمرار شق الصف إلا في هذه الشطحات والفرقعات الأعلامية وتهويل بعض ما يروجون له بدعوى كشف الفساد الذي في ظاهره العمل لمصلحة حضرموت ، وفي واقعه زعزعة الثقة في أخوانهم ممن تحمل مسؤلية في السلطة المحلية أو غيرها مما لا يخدم إلا المتربصين بحضرموت ولايخدم مصلحة مجتمعها وتماسكه !!!.
نسوا أن قيادات الحلف هي شريكة في كل فرقعة أعلامية يطلقونها بكشف فساد في مرفق يدار في حضرموت !!!.
كثير من تلك الفرقعات الأعلامية ثبت بطلان ادعاءها ، لكن نتائجها دائمآ تبقى وتخدم أعداء حضرموت !!!.
لا ندافع عن الفساد والفاسدين ولا ننكر وجوده ، لكننا ندرك أن هذا الأسلوب الذي ينتهجه الحلف وأعلامه لا يمكن أن يخدم مصلحة حضرموت ، بل أن ضرره بالغ بالحضارم والثقة فيمن يتحمل أي مسؤلية منهم ويرغب في خدمة أهله ومجتمعه ، وربما أدى ذلك لأستقدام مسؤلين من المحافظات الأخرى لأدارة شؤون حضرموت !!!.
الجميع يعلم أن البلاد لازالت تدار من متنفذين من مخلفات الدولة العميقة ، وهذه الزوابع التي يثيرها أعلام الحلف لا يقطع دابرهم لكنه يجعلهم يغييرون تكتيكاتهم ويحملون المسؤليه لأبناء حضرموت الذين يوجه لهم ذلك الأعلام سهامه ويوغر عليهم عوام الناس وهم في الحقيقة ضحايا مثلهم مثل أهلهم !!!.
نعرف أن السلطة المحلية محرومة من الكثير من الأمكانات ، بعض الحرمات بسبب ضعف مصادر الدخل المحلي والبعض بسبب تقصير الحكومة بالوفاء بألتزامتها لحضرموت ، والحضرمي المسؤول أمام خيارين :
- أما تقديم استقالته والهروب من تحمل مسؤلية أهله ومجتمعه ، ومن يعرف وضع البلاد يدرك أن هذا الخيار هو الأسوء ضررا على المجتمع .
- أو الصبر في موقعه ومحاولة التسديد والتقريب بسلوك طرق قد لايقره عليها الدستور ولكنها متبعة في كل المحافظات من أجل تلبية الضروريات من حاجات الناس .
ومن هنا تأتي التجاوزات التي في حقيقتها تصب في مصلحة المجتمع ، ويستغلها هذا الأعلام الأحمق ليستخدمها ورقة يعتمد عليها ويشهر بها ليضرب وحدة المجتمع الحضرمي في مقتل ، ويخدم المتربصون بحضرموت ويوجد لهم الذرائع ،،،
هذا الأسلوب الأعلامي في تتبع العثرات لن ينهي الفساد ، لكنه يوفر مادة دسمة يعتمد عليها أعلام الحلف للمحافظة على الزخم الجماهيري لتأييده ، ولايصب في مصلحة حضرموت ، فمن مصلحة حضرموت البحث عما يوحدّ صفها حتى تحصل على حقوقها وتستلم قرارها ، وهذا الفساد إن كان كشفه في سياق طبيعي بعيدا عن أستغلال وجوده ضد من يختلف مع الحلف فهذا جيد ويتخذ ضد المشاركين فيه الأجرآت القانونية والقضائية الرادعة ، ولكن الأفضل ومن أجل لاتفتعل معارك جانبية تعطل مسيرة مطالبة الحضارم بحقوقهم أن يركز على حقوق حضرموت السياسية والسيادية عبر كيان يمثل كل فئات المجتمع الحضرمي ، وبعد استلام حضرموت لقرارها وأدارة الحضارم لبلادهم من الطبيعي أن تنكشف كل أوراق المتنفذين الذين سيرفع الغطاء عنهم ،،،
خلاصة القول :
أن الحلف يغامر بوحدة صف الحضارم وبأمن وسلم ومدنية وتنمية المجتمع بالتأكيد لايصب هذا الحراك في مصلحة المجتمع الحضرمي ، ومن يقوم يذلك إذا أحسنا الظن بهم فهم كمن يريد أن ينفع فيضر ، فإن ارادوا مصلحة حضرموت فعليهم بوحدة صفها ، وندرك أنه لو افترضنا ونجحوا في فرض أمر واقع على الجميع ( وهذا حلم يجب أن يفيقوا منه) وسلمت لهم أدارة حضرموت فكأنهم يعودون بها لزمن ما قبل العهدالمدني ، حين كان العرف القبلى هو الحاكم !.
قد تدعي قيادات الحلف أن ذلك لن يحدث وانهم سيسلمون الأمور لغيرهم ، ونحن نقول من أعتلى رأس الهرم ولم يقبل بالتنازل وهو في اسفله لن يتنازل وهو في أعلاه ، والمجرب لايجرب .
وليست الغاية فيمن يقود قافلة حضرموت من سواء فرد أو كيان وإنما في الأجدر والمؤهل لتحمل المسؤولية.
وإن كانت قيادات الحلف صادقة في ضمان مصلحة حضرموت فتكفي تلك التضحيات التي شارك فيها الكثير من الرجال المخلصين ، وعليهم إدراك أن الأستمرار سيفقدهم ويفقد حضرموت ما تحقق من مكاسب لأن الأمور تتجه لخسارتها ، وعليهم استغلال الفرص المتاحة وتسليم القيادة لمجلس حضرموت الوطني لطي هذه الصفحة وأستمرار زخم المطالب تحت مضلة كيان يمثل كل مكونات المجتمع الحضرمي ويمثل وحدة صفهم يعترف به الأقليم ومرحب به محليا ودوليا ،،،
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها