كشف مصدر مطلع عن صراع محتدم بين ثلاث شخصيات من الصف الأول في جماعة الحوثي الانقلابية، للسيطرة على محافظة صعدة (شمال الشمال) معقل الجماعة التابعة لإيران.
وطبقًا للمصدر فإن صراعًا محمومًا يدور بين ثلاث شخصيات بارزة تتنافس على النفوذ والسيطرة، في المحافظ التي تضم 15 مديرية وتسكنها أغلبية من القبائل.
ويشير المصدر، بحسب ناشطون من محافظة صعدة، إلى أن إحدى تلك الشخصات، تمثل الخطر الأكبر على سطوة عبدالملك الحوثي ، زعيم الجماعة، في المحافظة، بناء على التوزيع القبلي والسياسي والاجتماعي الموجود فيها.
يقول المصدر إن عبد الملك الحوثي لا يتمتع إلا بتأييد جزء من قبائل المحافظة، ويتركز مؤيدوه في مناطق ضحيان والحمزات، وتشكل حوالي 20% من قبائل المحافظة.
أما الشخصية الثانية، فهو عبدالله عيضه الرزامي، ويعتبر الأكثر تأثيرا في محافظة صعدة، حيث يتمتع بدعم غالبية القبائل في المنطقة، ويحظى بشعبية بين قبائل المحافظة، تتجاوز ثلاثة أضعاف شعبية عبدالملك الحوثي، ويمتلك الرزامي، قاعدة دعم قوية في المحافظة وقدرة على جذب الولاء والتأثير على الأوضاع السياسية، وهو الخطر الأكبر بالنسبة لعبدالملك، في المحافظة، معقل الجماعة.
و”عبدالله الرزامي“ هو والد القيادي الحوثي البارز، ”يحيى الرزامي“، ويصفه الحوثيون بـ”الرفيق الأول“ لمؤسس الجماعة ”حسين بدرالدين“، وكان أحد أبرز المؤسسين لحركة ”الشباب المؤمن“، وقاد عدد من الكتائب والألوية العسكرية في جبهات الحدود، لقتال القوات الحكومية، وقوات التحالف العربي.
الشخصية الثالثة، بحسب المصدر، هو محمد عبد العظيم الحوثي، وهذا الأخير تأثيره محدود في محافظة صعدة، ويتمتع بدعم أغلبية مديرية سحار وعدد قليل من القبائل بنسبة تقترب من مؤيدي عبدالملك الحوثي، لكنه (محمد عبدالعظيم الحوثي)، بعد زيارته الأخيرة للسعودية، شكل تحالفا مع الرزامي، وصارا في خندق واحد، في مواجهة استقواء عبدالملك الحوثي بالسلطة.
وفي يوليو الماضي، التقى عبدالله الرزامي“، مع محمد عبدالعظيم الحوثي، الذي يوصف بـ "العدو اللدود" ، لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في محافظة صعدة، شمالي اليمن.
وأثار اللقاء، مفاجأة واستياء أنصار عبدالملك الحوثي، في حينها.
ونشر أبو زنجبيل الحوثي، لقاء شقيقه، الذي أعلن تمرده عن عبدالملك، محمد عبدالعظيم الحوثي، بالرزامي ونجله يحيى، الذي عاد مؤخرا من السعودية، وقال: ”التقى العلامة المجاهد عبدالله عيضه الرزامي، ومحافظ محافظة صعدة، وعدد من قيادات الحكومة، باخي العلامة الحجة محمد بن عبدالعظيم الحوثي“.
وكان ”محمد عبدالعظيم الحوثي“، قد أعلن تمرده عن زعيم الحوثيين، ”عبدالملك الحوثي“، ودخل في حرب مع أتباع الأخير، حتى أنه أصدر فتاوى بتكفير الحوثيين، ونفى انتماءهم لـ”الزيدية“.
وعودة إلى الصراع، فقد توقع المصدر، بناء على التوزيع القبلي والسياسي المذكور، أن عبدالله عيضه الرزامي سيكون الشخص الذي سيسيطر على مراكز القوة في محافظة صعدة، من المحتمل أن تتطور الأوضاع لصالحه، خاصة بعد تحالفه مع محمد عبد العظيم الحوثي.
ولفت إلى أن نتيجة الصراع، قد تتاثر بعوامل أخرى مثل التدخلات الخارجية وتحالفات جديدة وتحركات سياسية مستقبلية.
ويأتي الصراع في صعدة، بالتزامن مع صراع آخر، تشهده قيادات الصف الأول للجماعة بمحافظة صنعاء، بين قيادات هي الأخرى من "جناح صعدة".
حيث تنامت الخلافات بين جناح محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى، من جهة، وجناح أحمد حامد (أبو محفوظ)، مدير مكتب رئاسة السياسي الأعلى، المقرب من عبدالملك الحوثي، من جهة أخرى.
وتدخل زعيم الميليشيات الانقلابية عبد الملك الحوثي لاحتواء الخلافات المتصاعدة بين قادة أجنحة ميليشياته في صنعاء، على خلفية الصراع على الأموال وتبادل الاتهامات بالفساد، وهي الخلافات التي تزامنت مع تنامي الغضب الشعبي على حكمه واستمرار إضراب المعلمين المطالبين بصرف رواتبهم المقطوعة منذ سبعة أعوام.
وكشفت مصادر وثيقة الاطلاع في صنعاء، أمس الأربعاء، أن زعيم الميليشيات استدعى أعضاء ما يسمى مجلس النواب إلى محافظة صعدة، مقر اختبائه الدائم، حيث التقاهم ووجّه بالتخفيف من النقد الذي تتعرض له الحكومة غير المعترف بها. بسحب صحيفة الشرق الأوسط الدولية.
اللقاء - بحسب المصادر - جاء بعد محاولة هذا المجلس الذي تسيطر عليه الميليشيات الانقلابية استجواب وزيري المالية والتربية والتعليم في تلك الحكومة، بسبب استمرار قطع رواتب المعلمين والتلاعب بأموال صندوق دعم المعلمين وصرفها لصالح النظام التعليم الطائفي الموازي الذي استحدثته الميليشيات.
المصادر ذكرت أن وزير مالية الانقلابيين والمدعوم من مدير مكتب مجلس الحكم في مناطق سيطرتهم أحمد حامد، رفض مراراً الحضور إلى ما يسمى مجلس النواب، وأنه يتحكم بكل الأموال التي يتم تحصيلها ولا يتم صرفها إلا بموجب تعليمات من حامد، وأن هذا يثير غضب قائد الجناح الآخر وهو ابن عم زعيم الميليشيات محمد علي الحوثي.
ووفقاً للمصادر، فإن أعضاء فيما يسمى مجلس النواب، وعلى خلفية رفض حامد الحضور للرد على مطالبهم بشأن رواتب المعلمين، كانوا اقترحوا سحب الثقة منه، بعد أن فشلوا طوال أسبوعين في إلزامه بالحضور، ولهذا استدعاهم زعيم الميليشيات إلى صعدة، واستثنى من ذلك مجموعة من الأعضاء الذين يصنفون بأنهم غير مؤيدين.
بحسب المصادر، فإن زعيم الميليشيات الذي يستلهم التجربة الإيرانية في كل شيء ويقدم نفسه على أنه «قائد ثورة»، مع أنه يتحكم بكل شيء، أقر بسوء الوضع الذي يعيشه السكان في مناطق سيطرتهم، كما أقر بوجود عجز في أداء مسؤوليه وفسادهم، لكنه أبلغ الحضور أنه سيتولى بنفسه مهمة معالجة هذه القضايا، وإجراء تغييرات وصفها بالجذرية في كافة المواقع، وأسهب في الحديث عن المؤامرات الخارجية وشح الموارد.
وخلال ثمانية أعوام منذ تشكيل حكومة الانقلاب، والتي لا يعترف بها أحد، لم تقدم هذه الحكومة مشاريع موازنة سنوية، ولا حسابات ختامية، بتواطؤ مما تسمى رئاسة مجلس النواب، وبدعم أعلى سلطة في الميليشيات؛ لأنها لا تريد للسكان أن يعرفوا شيئاً عن الإيرادات والنفقات، وحتى لا يتم محاسبتها على استمرار قطع رواتب الموظفين وعلى رأسهم المعلمين منذ نهاية عام 2016.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها