استبعد نجل الرئيس السابق، جنوبي اليمن، نجاح أي مشروع سياسي في اليمن، بسبب الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي تشهدها البلاد.
وقال هاني علي سالم البيض، في مقال مطول، إنه "لن يفلح اي مشروع سياسي في اليمن بجنوبه او شماله وشرقه او غربه في ظل هذه الاوضاع الاقتصادية الكارثية والمتدهورة بشدة ولن ينجح اي مشروع وطني في ظل احوال إجتماعية ومعيشية بائسة وازدياد حالة الفقر المدقع بشكل غير مسبوق!".
وأضاف البيض: "لذلك على كل القوى السياسية والتيارات الوطنية المحبة للجنوب او لحضرموت او تلك المؤمنة باليمن الكبير .. وبمختلف مشاريعهم الوطنية وتوجهاتهم وامزجتهم السياسية ان يصبوا جهودهم واهتماماتهم اولاً لانتشال هذه الأمة من الاوضاع الكارثية والمدمرة قبل ان ينزلق الجميع لحالة إنهيار تام على كافة الاصعدة ويغرق الكل في مستنقعات لايمكن الخروج منها بسهولة!".
وطالب نجل البيض، كافة القوى اليمنية بأن "يضعوا في أولوياتهم مرحليًا توحيد الجهود على الصعيد الاقتصادي والإنساني وجوانبه ذات الارتباط وتسخير كل الموارد للانسان وتنميته وإصلاح الواقع المعيشي والتخفيف من معاناة المواطنين".. مشددًا على أهمية الضغط على المجتمع الإقليمي والدولي بالمساهمة الحقيقية والفاعلة في هذه الملفات قبل المسارات السياسية والدبلوماسية".
وأكد هاني البيض، "أن توحيد المواقف في الجوانب الإنسانية والاجتماعية او حتى الاقتصادية على مستوى الداخل سيخلق حتمًا حالة تفاهمات متقدمة ووضع قد يساعد في تحقيق تسويات سياسية مناسبة بين اطراف المشاريع المتباينة او المتضادة وباعتبارات الضرورة اليوم وليس بحسابات الامس".
وأشار نجل النائب السابق للرئيس اليمني، إلى أن "البديل الآخر فهو جاهز ويكمن في مزيد من الاقتتال وتصعيد الحرب والقضاء على ماتبقى وضرب الكل بالكل والذهاب لمرحله لاعودة فيها ولامنتصر !".
وتابع "ومن هنا يجب ان يكون واضح لأصحاب المشاريع السياسية المختلفة اليوم ولكل القوى الوطنية امام هذا المشهد الكارثي اقتصاديًا واجتماعيًا وإنسانيا وماوصلت له الامور وامام الحالة اليمنية المعقدة !".
ولفت إلى "ان اي طموحات سياسية او مشروع سياسي لايمكن ان يتحقق او يصبح مشروع وطني ناجح وقادرًا ان يفرض نفسه في ظل هذه الاوضاع الماساوية وتداعياتها والظروف الاجتماعية المعقدة والاقتصادية المتدهورة التي تحيط بالجميع ولو اتى بالمعجزات وتحالف مع الإنس والجن .. في زمن انتهت فيه المعجزات"، حسب تعبيره.
واستطرد قائلًا: "والامر الذي يجب استيعابه جيدًا الآن وبعد اكثر من 8 سنوات حرب وإخفاقات ومعاناة شعب ومآسي لاتعد ولاتحصى ان مسار هذه الصراعات أصبح غير محدد بمكان او زمان او شروط موضوعية.. وان اطراف النزاعات والصراعات هناك متكئين على اطراف اقليمية وفي اتكالية غير مسبوقة ادت الى إضعافها ومصادرة قرارها الوطني ودخل الجميع في فوضى خلاقة وعشوائيات سياسية لصيقة بامراض الماضي"... وأكد أنه "بمجرد رفع الدعم او الغطاء الإقليمي قد تجد نفسها عاجزة اكثر مما هي عليه اليوم من عجز وعزلة وتآكل لشعبيتها مع عدم القدرة في التاثير والتغيير ومدى إلتفاف الناس حولها في المراحل القادمة".
واختتم نجل البيض رسالته لكافة الأطراف اليمنية بالقول: "لذلك على جميع الفرقاء اليوم ان ينضجوا ويوصلوا الى قناعة ليجعلوا الصراع لاجل عزة وكرامة شعبهم وخدمته والخروج برؤية وطنية شاملة وواقعية تلامس حياة ومتطلبات الناس جميعًا وقابلة للعيش والقبول بها داخليًا وخارجيًا ونقول لهم في هذه العجالة تصارعوا لأجل البناء وحياة كريمة للمواطن سيخلدكم التاريخ !".. مضيفًا :"واما تقاتلوا لاجل استمرار الحروب وتكريس إرادة العنف والكراهية وتحولوا الى ادوات صراع اقليمية وعالمية وسيلعنكم التاريخ ! والتاريخ والزمن حتمًا أقوى النقاد !".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها