استهدفت الميليشيات حديثاً كثيراً من زعماء القبائل في مناطق عدة تحت سيطرتها تتصدرها مناطق ريف صنعاء وإب، تارة بالخطف والسجن، وأخرى بإقحامهم في صراعات قبلية وتغذيتها، إلى جانب ممارسات التهميش والإقصاء ضد ما تبقى منهم وإحلال زعامات أخرى موالية للجماعة، وفقاً لمصادر محلية قدّرت بأنه عادة ما تستهدف الجماعة زعماء القبائل بعد أن تتهمهم بالتهاون في حشد المجندين وجمع التبرعات العينية والنقدية لعناصرها في جبهات القتال.
وفي سياق سعي الجماعة الحوثية في اليمن لتركيع المجتمع وكسر رموزه القبليين، قدرت تقارير يمنية أن نحو 22 زعيماً قبلياً في مناطق سيطرة الجماعة تعرضوا للإذلال خلال عام واحد، حيث تواصل الميليشيات انتهاكاتها ضد فئات المجتمع كافة.
من آخر تلك الممارسات لقاء قبلي عقدته الميليشيات بمديرية مذيخرة (غرب إب) ظاهره تنظيم وقفة احتجاجية ضد الحكومة الشرعية، في حين كان الهدف منه تنصيب زعيم قبلي جديد على المنطقة موال للجماعة.
وكشفت مصادر قبلية في إب عن خيبة أمل كبيرة منيت بها الميليشيات لحظة إعلانها عبر مكبرات الصوت اسم أحد أتباعها ليلقي كلمة كبير وجهاء المنطقة في الفعالية، الأمر الذي دفع جموع الحاضرين إلى رفض تلك الممارسات، والتهديد بالانسحاب من التجمع. بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
الميليشيات رضخت للضغوط. وتعتقد المصادر ذاتها أن ذلك أفشل مخططها الرامي إلى نشر الأفكار والمشروعات الطائفية في أوساط أبناء المنطقة، عبر فرض زعامات جديدة عليهم جرى تأهيلها لتدين بالولاء للسلالة التي ينتمي إليها عبد الملك الحوثي.
والثلاثاء الماضي، أصدرت سلطات مليشيا الحوثي، قرارا رسميا بتعيين شيخ قبلي في صنعاء، في سابقة وفضيحة تاريخية هي الأولى من نوعها.
وأصدر القيادي المعين من المليشيا الحوثية محافظا لمحافظة صنعاء، عبدالباسط الهادي، قرارا بتكليف شيخ لحي حزيز الشرقي بمديرية سنحان وبني بهلول، وكلف الهادي ماهر الشاوش شيخا للحي، في سابقة لم تحدث من قبل.
ومنذ اجتياح الانقلابيين صنعاء ومدناً أخرى، سعت الجماعة بمختلف الطرق لإجبار الآلاف من أبناء القبائل في مناطق سيطرتها، تحت قوة التهديد والسلاح، على المشاركة بجبهات القتال، وإلحاقهم بدورات طائفية لغسل عقولهم، وإلزامهم بترديد الشعارات ذات المصدر الإيراني.
كما لجأت الجماعة أيضا إلى ضرب مراكز قوى قبلية، وعمدت إلى ضرب قبائل عدة بعضها ببعض، وتهميش أعيان قبائل أخرى والتنكيل بهم؛ بهدف تطويعهم قسراً لتسهيل مهام فرض كامل السيطرة على المجتمعات القبلية.
ولم تتوقف الانتهاكات الحوثية ضد زعماء القبائل عند ذلك الحد فحسب؛ بل امتد ذلك إلى ممارسة الجماعة مختلف التعسفات كالاعتداء والاعتقال والتصفية والاختطاف ضد العشرات من شيوخ القبائل المقيمين في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.
وبحسب تقرير يمني سابق، أقدمت الجماعة، خلال عام واحد، على تصفية واختطاف وتدمير منازل أكثر من 22 من شيوخ القبائل، معظمهم ممن كانوا مؤيدين لها في انقلابها.
وتحدث التقرير عن أن عام 2019 شهد ارتكاب عدد من جرائم التصفيات والمداهمات والاقتحامات والاعتداءات والاستهدافات الحوثية، بحق العشرات من شيوخ القبائل ومرافقيهم، خصوصاً أولئك الذين دعموا انقلاب الجماعة على الشرعية.
وأكد التقرير أن ميليشيات الحوثي قامت خلال 2019 بتصفية 12 شيخاً قبلياً ممن مهدوا لها الطريق لإسقاط الدولة اليمنية نهاية 2014، كما تناول التقرير عمليات التنكيل التي ارتكبتها الميليشيات بحق مشايخ قبائل ساندوا انقلابها، وأسهموا في إسقاط الدولة، والذين أصبحوا لاحقاً هدفاً لبطشها.
وذكر التقرير أن 22 شيخاً قبلياً ممن شاركوا في دعم انقلاب الحوثيين، تعرضوا لتنكيل حوثي شمل التصفية والاختطاف والمداهمة وتدمير منازل، منهم 12 شيخاً جرت تصفيتهم بصورة سرية أو علنية.