قال تقرير لـ"المركز الأمريكي للعدالة"، منظمة غير رسمية، إن الأطفال والشباب يتعرضون لغسل أدمغة في معسكرات الحوثي الصيفية، حيث يخضعون لمنهج طائفي صمم بعناية ويتألف من 7 كتب رئيسية.
وأشار المركز الحقوقي الأمريكي إلى أن الكتاب الأول من تأليف بدر الدين أمير الدين الحوثي، والكتاب الثاني من تأليف محمد بدر الدين الحوثي، وباقي الكتب اختصارات من "ملازم" حسين بدر الدين الحوثي، وجميعها تخضع لتعديلات سنوية.
وأوضح أنه يتم تقسيم الملتحقين إلى تلك المعسكرات الصيفية بحسب الفئات العمرية إلى 3 مستويات هي المستوى الأول، المستوى المتوسط، المستوى العالي فيما حددت فترة الدراسة بـ50 يوما.
وتقسم مليشيات الحوثي المستوى الأول إلى قسمين وفقا للمراحل الدراسية للطلاب الملتحقين، حيث تضع طلاب المستوى الأول والثاني والثالث تحت "المستوى التأهيلي الأول"، فيما تضع طلاب المستوى الرابع والخامس والسادس في مستوى ثان.
ويخضع هؤلاء الطلاب لمناهج طائفية مغلوطة أبرزها كتاب "صلاتي"، والذي حرصت مليشيات الحوثي فيه على ترويج مذهبها الطائفي والقدح فيما عارضه من آراء في المذاهب الأخرى التي يعتنقها الملايين في غالبية محافظات اليمن.
كما تقسم مليشيات الطلاب الملتحقين إلى المستوى المتوسط ويضم طلاب الصف السابع والثامن والتاسع والقسم الثاني متوسط والذي يشمل طلاب أول ثانوي وما فوق، فيما يخضع خريجو الثانوية لمناهج يطلق عليها "المستوى العالي".
في الصفحة 205 من منهج المستوى الأول المتوسط تقدم مليشيات الحوثي قصة مزيفة عن شخص يدعى محمد في العشرين من عمره تقول إن بداية التحاقه بمليشيات الحوثي كانت بدورات ثقافية وعسكرية ثم التحق بإحدى جبهات القتال، في خطوة أرادت بها المليشيات غرس ثقافة الموت بعقول الأطفال.
وتحث مليشيات الحوثي الأطفال بعد انخراطهم في جبهات القتال على الالتزام بما أسموه برنامج "رجال الله"، وهو برنامج طائفي عقائدي يغرس في عقول الصغار ثقافة الكراهية والتطرف والعداء لليمنيين غير الموالين للمليشيات بوصفهم "أعداء الله" وليسوا مواطنين أبرياء.
مراكز مفتوحة ومغلقة
ويشير المركز الأمريكي للعدالة في تقرير حديث إلى أن مليشيات الحوثي تقسم المراكز الصيفية إلى قسمين، منها المراكز المفتوحة، وهي الغالبية العظمى، ويتم فيها الاهتمام بالثقافة التعبوية، والمشاركة في فعاليات ومناسبات جماعة الحوثي كزيارة مقابر قتلاها.
أما المراكز المغلقة وهي أشبه بمعسكرات التجنيد، يتم فيها تهيئة الملتحقين بها بالتدريب على استخدام الأسلحة والأساليب القتالية، وتنفيذ الحملات عبر الإنترنت، ومشاهدة فيديوهات تحريضية ضد المناوئين لجماعة الحوثي، وفقا للتقرير.
التقرير الذي حمل عنوان "صناعة العنف والكراهية"، كشف عن افتتاح مليشيات الحوثي 593 مركزا صيفيا في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ونحو 500 مركز صيفي في جميع مديريات وقرى المحافظة منها 19 مركزاً مغلقاً.
ورصد التقرير تجنيد مليشيات الحوثي 186 طفلا من الملتحقين بالدورات الصيفية في محافظة ذمار، وبلغت نسبة من هم دون سن الخامسة عشرة 85%.
ونظمت جماعة الحوثي 115 مركزاً صيفياً مفتوحاً في محافظة المحويت، فيما شيدت 340 مركزاً صيفياً، منها 9 مراكز مغلقة موزعة على مختلف مديريات محافظة إب.
أما في الحديدة فشيدت المليشيات 29 مركزاً صيفيا في 12 مديرية، فيما وثق التقرير تراجعا نسبيا في إقبال أبناء محافظة صعدة المعقل الأم للمليشيات على المعسكرات الصيفية، عند مقارنته بالأعوام الماضية نتيجة للتجارب التي خاضها الآباء مع مليشيات الحوثي.