نشر الملحق الإعلامي للسفارة اليمنية في مملكة البحرين، الكاتب الصحفي والمؤلف سام الغباري، رسالة تُنشر لأول مرة، كتبها المرجع الديني لجماعة الحوثي، "المرتضى المحطوري" نهاية التسعينات للرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وفي الرسالة يمجد المحطوري، الرئيس صالح، ويمتدحه بكلمات، تنم عن حجم النفاق الذي كان يتقنه السلالي المحطوري، لتمرير مصالحه ومصالح مريديه.
يقول المحطوري في مطلع الرسالة: "فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، رمز كل مواطن يحمل الجنسية اليمنية التي توحدت بفضل المواهب التي رُزقتها، فما من جماعة إلا وتعتبر المشير علي عبدالله صالح الرئيس الأفضل، فاحمد الله على هذه النعمة التي لم يظفر بها رئيس ولا ملك قبلك".
ويضيف: "يا فخامة الرئيس نريد أن نكون سعداء في ظل دولتك ونعتقد أنك مثل الجنة محفوفة بالمكاره، نفسر لك بغير ما نكنّه لك من الدعاء بالتوفيق. وأنتم كالبحر لا يتغير، ولو سمعتم تفسيري مشافهة لاكتشفتم أني أمجد شخصكم لكن المشكلة في خلاف المفسرين. كلما أريده هو رضاكم".
ووصل الحال بالمحطوري إلى مخاطبة الرئيس الراحل، كمن يخاطب الله جل جلاله، إذ ختم رسالته بأبيات شعرية، يرددها المتصوفون في مناجاة الله تعالى: " وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب".
وهي جزء من قصيدة كتبها أبو فراس الحمداني، يقول فيها:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب.
وبالرغم من أن الحمداني، كما تقول المراجع، خاطب بها الملك سيف الدولة، إلا أن ابن القيم، قال في مدارج السالكين مقررا لصحة مضمونها لو خوطب بها الله: "لا صلاح للنفس إلا بإيثار رضى ربها ومولاها على غيره. ولقد أحسن أبو فراس في هذا المعنى، إلا أنه أساء كل الإساءة في قوله إذ يقوله لمخلوق لا يملك له ولا لنفسه نفعا ولا ضرا".
وعودة إلى ما كتب الغباري، فقد علق على الرسالة بالقول: "يتبين هنا كيف تحوّل المحطوري إلى نافخ فتنة ضد الرئيس الأسبق صالح في أعقاب غزو ميليشيا عبدالملك الطباطبائي لـ صنعاء".
وأضاف: "شاهدوا كيف أسهم تأسيس مركز بدر الطائفي الذي كان يرجو في الرسالة إعادة فتحه، فقد أسس عقب ذلك مركز البليلي الذي ضمّ 300 طالب يتلقون الأفكار العنصرية، وكانوا أول خلايا ميليشيا الطباطبائي حسين بدرالدين، بعد أن ضغط أعضاء سلاليين في مجلس الدفاع الوطني بإغلاق المراكز الصيفية للدولة، والتجنيد الإجباري".
وتابع: "نرى في هذه الرسالة مكر اللئام، وتقلب من يُسمون بالعلماء، وقد كانوا أوحش الناس لؤمًا وظلمًا وفتنة، ففي تصريحه العنصري الذي تضامن به مع سيده الجديد عبدالملك الطباطبائي عقب غزو صنعاء، يقول "المحطوري" في تصريح صحافي الآتي :
"تأخرت التهنئة بالفتح المبين، والنصر المؤزر للسيد المبارك العلامة المجاهد عبدالملك بن بدر الدين بن أمير الدين الحوثي الطباطبائي حفظه الله، ولأبطال أنصار الله، وللأحرار في ربوع اليمن ؛ لأني كنت في الخارج".
ويضيف : "ومن حق السيد عبدالملك أن أذهب للسلام عليه، لكني أقول لنفسي: إني أحتاج من يهنئني على الشعور الذي غمرني بزحزحة الكابوس الذي جثم على صدري سنوات طويلة .والله وحده يعلم مرارة تلك السنوات العجاف ؛ فالحمد لله الذي أرسل على الظالمين عبادا له أولي بأس شديد" - والكلام هنا للمحطوري- .
يذكر أن المحطوري، وهو أحد أكبر مرجعيات الشيعة في اليمن، قُتل في مارس 2015، بانفجار استهدف مسجده بصنعاء، تحدثت مصادر حينها، أن العملية ناتجة عن خلافات داخل القيادات السلالية بجماعة الحوثي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها