كثفت مليشيات الحوثي الانقلابية مؤخراً نشاطها العسكري والفكري في احدى المحافظات الخاضعة لسيطرتها في مسعى منها لتحويلها إلى قاعدة انطلاق مركزية لمشروعها الطائفي بديلا عن محافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة.
مصادر محلية في محافظة ريمة افادت لمأرب برس بان المليشيات الحوثية خصصت جزءا كبيرا من الاسلحة والموارد المالية لتحويل ريمة منصة رئيسة لمشروعها الفكري والعسكري بهدف جعل المحافظة موقعا بديل لصعدة وتهيئتها من كل الجوانب، بسرية تامة باعتبارها منجما بشري يؤهلها لتكون المعقل البديل لمشروعها العنصري.
وأوضحت المصادر بان القيادات الحوثية الموكل اليها المهام توعدت الشخصيات القبلية المتحوثة بالمحافظة بالتنكيل في حال اقدمت على تسريب اي معلومات حول تلك الإجراءات والتحركات.
المصادر اكدت بان من تلك الاجراءات والتحركات الحوثية هي الزيارات المكثفة التي قام بها قيادات حوثية في الصف الأول الى المحافظة الذي ابرزهم القيادي المتورد ابو علي الحاكم منتحل صفة رئيس جهاز المخابرات، والقيادي المتورد طه المتوكل المنتحل صفة وزير الصحة، والقيادي ضيف الله الشامي منتحل صفة وزير الإعلام بحكومة الحوثيين الغير معترف بها، وبمعية فريق خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والذين بدورهم شددوا على اهمية المحافظة وجعلها بديلاً لمحافظة صعدة المعقل الرئيسي للجماعة .
المصادر أكدت بان المليشيات تعمل حاليا على شق الطرقات للوصول إلى رؤوس جبال ريمة الشاهقة، بعد استقدام القيادي الحوثي فارس الحباري المنتحل صفة محافظ ريمة معدات خردة كانت عاطلة في إحدى الكسارات التابعة له في المحويت بعد ان اجرى صيانتها، والاستحواذ على مخصصات مالية تقدر بحوالي ٦٠٠ مليون ريال، كانت قد خصصتها قيادة الجماعة لشراء معدات ثقيلة، في الظاهر انها دعم وتشجيع للمبادرات المجتمعية التي أطلقها الأهالي لشق ورص الطرقات منذ ٢٠١٨م وهي لتحقيق أهدافا استراتيجية ومكاسب عسكرية.
*اهداف ذهبية تم اصطيادها
المصادر كشفت عن اهداف حوثية حساسة استهدفها طيران التحالف العربي بقيادة السعودية خلال عملياته في الفترة الماضية في مناطق متفرقة بالمحافظة اهمها ما تم استهدافه في وادي كلابة بلاد الطعام والمجمع الحكومي بعاصمة المحافظة "الجبين" وادارة أمن المنطقة الأمنية الثانية بالجعفرية.
ومن الاهداف الحساسة التي تم اصطيادها من قبل مقاتلات التحالف وفقا للمصادر هو تدمير غرف التحكم الخاصة بالطيران المسير الواقعة في راس "جبل ظلملم" وهو أعلى جبل في ريمة مديرية كسمة يطل على الساحل الغربي ويتم الإشراف على حركة الملاحة في البحر الأحمر من عليه ويتم التحكم بالطائرات المسيرة التي يتم اطلاقها نحو جبهات الساحل الغربي.
المصادر افادت بان قيادات المليشيات في حالة استنفار متواصل بالمحافظة لاستكمال الترتيبات اللازمة لتحويل المحافظة الى معقلا عسكريا تقود من داخلها عمليتها العسكرية بسرية تامه...مشيرةً الى ان المليشيات تقوم بشق عدة طرقات إلى رؤوس الجبال والمواقع المحصنة والتي كان اخرها شق الطريق إلى قمة جبل "ظلملم" واستحداث بناء اريل عسكرب خاص بتحكم البث.
المصادر تحدثت ايضاً بان الجماعة الانقلابية استقدمت قيادات من خارج المحافظة بعضهم في مناصب بمؤسسات الدولة والبعض الاخر يتبعون الهيكل القيادي للمليشيا تحت مسمى مشرفين، واكتفت بالوعد لعددا كبيرا من القيادات المحلية وبعض المتفاعلين في الجبهات، بقرارات تعيين في مناصب بالدولة وآخرين ك"مشرفين" في الهيكل القيادي للجماعة، في مناطقهم مقابل حشد اكبر قدر ممكن من المقاتلين إلى الجبهات.
وعن الآلية الحوثية لحشد العناصر المقاتلة افادت المصادر ذاتها بانها تتم من خلال الدفع بطلاب المدارس الى المراكز الصيفية، وصرف الوعود لعدد من الشخصيات بمنحهم المناصب القيادية في الدوائر الحكومية بالمحافظة مقابل تكثيف جهود الحشد والتي من تلك الشخصيات وفقا للمصادر المتحوث محمد عبدالرحيم الحيدري، ومحمد ابو الغيث الحيدري، وحسن طه وعلي سالم الخضمي، وعادل الواحدي.
المصادر اوضحت ايضاً بان مديرية بلاد الطعام تشهد نشاطا مكثفا لارسال الاطفال والشباب لمراكز التجنيد، ويقود ذلك الحراك المتحوث غيلان البرار.
وافادت المصادر بان ضحايا التحشيد من محافظة ريمة حسب إحصائيات تقريبية بلغت حوالي ٢٠٠ قتيلا، بالاضافة الى عشرات الجرحى والمعاقين والاسرى والمفقودين الذين لا يعرف مصيرهم.
وتخضع العناصر الحوثية المستقطبة التي تخصص المليشيات ارسالها الى جبهات مأرب من أبناء ريمة حسب المصادر لدورات مكثفة تستمر أشهر وعلى مراحل عدة، ابتداءً من الدورات المفتوحة في مناطقهم ثم الدورات المغلقة.
المصادر تحدثت عن اهم المراكز الحوثية التي تقيم فيها المليشيات الدورات الطائفية لعناصرها المستقطبة بالمحافظة هو مبنى كلية المجتمع بكبة الشاوش ومبنى المعهد المهني في بني بالضيف بالجبين ومقر المعهد بكسمة مرورا بتعبئة طائفية مكثفة في دورات خارجيه في جبل الشرق ذمار ثم دورات تدريبية وقتالية في معسكر تدريبي في منطقة واسعة قريبة من مدينة معبر ذمار.
وخصصت المليشيات جزء من العتاد العسكري لريمة، والذي يقع حاليا بالقرب من مدينة معبر بمحافظة ذمار، ويجري تهيئة الوضع لنقلها إلى ريمة، لا سيما في وقت يدور فيه الحديث عن اتفاق سياسي لإنهاء الحرب، وهو ما جعل الجماعة تفكر بمناطق محسوبة على المذهب السني، لتكون تحت سيطرتها، على الاقل لسنوات قادمة.
مصادر تربوية تحدثت ايضا بان الجماعة الانقلابية لجأت مؤخرا إلى فرض التحشيد بعدة طرق قسرية ومختلفة وعبر مكاتب التربية بريمة والذي بدورهم منعوا تسليم نتائج الطلاب الا بعد مشاركتهم في المراكز الصيفية، بالإضافة إلى ممارسة الضغط على طلاب الشهادة العامة والاساسية الذين يجروا حاليا اختبارات نهاية العام، ووعدهم بالنجاح وبنسب عالية مقابل التحاقهم بـ المراكز الصيفية المغلقة.
ومحافظة ريمة إحدى محافظات الشمال الغربي لليمن، أعلن تأسيسها كمحافظة عام 2004، بعد أن كانت تتبع إداريا محافظة صنعاء وقضائيا محافظة الحديدة، وتتميز بطبيعة وعرة وجبال شاهقة في الارتفاع، ومن أهم مدنها الجبين عاصمة المحافظة، وتعد الثروة الزراعية والحيوانية من أبرز الأنشطة التي يمارسها السكان ولها أهميتها الاستراتيجية من حيث خصوبة الأرض وموقعها الجغرافي المتميز ومناخها المعتدل، وهي مواصفات مغرية فتحت شهية العصابة السلالية للاستيلاء عليها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها