اتهم مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية، الحوثيين بالمرواغة خلال المحادثات الأخيرة، وأكد أنهم عادة ما يستخدمون القضايا الإنسانية لابتزاز الشرعية والتحالف الداعم لها، ولكنهم عند الجلوس إلى الطاولة لمناقشة معالجة هذا الملف - والكلام للمسؤول اليمني - يتهربون من استحقاقاتها.
وأضاف المسؤول في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، أن الحوثيين منذ سنوات يطالبون بحسم الملف الإنساني قبل الانتقال إلى الملف السياسي، لكنهم الآن يطرحون مطالب سياسية، بما فيها منحهم حق التحكم في رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم.
وحسب حديث المسؤول اليمني الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن النقاشات لا تزال مستمرة والوسطاء يعملون من أجل تجاوز هذه العقبات، فإنه بعد موافقة الحكومة على صرف رواتب جميع الموظفين مدنيين وعسكريين في مناطق سيطرة الحوثيين، استناداً إلى قاعدة بيانات عام 2014، تريد الجماعة الآن أن تسلمها الحكومة مبالغ الرواتب، على أن يترك لها أن تتحكم في صرفها، ومن ثم حرمان جزء من الموظفين منها، وتحويل بعضها لعناصرها الذين جرى إحلالهم بدلاً من الموظفين الذين فُصلوا لأسباب سياسية.
ويجزم المسؤول اليمني من خلال تجارب متعددة أن الحوثيين يريدون توظيف كل القضايا باتجاه يخدم بقاء سيطرتهم على مؤسسات الدولة، ويسعون لانتزاع ما عجزوا عنه في المعارك بالمفاوضات، وأنه ليست لديهم رغبة فعلية لتحقيق السلام، واتهم الجماعة بتجاهل قضايا الشعب اليمني الذي يعيش 70 في المائة منه على المساعدات، والسعي لتحقيق مكاسب سياسية، وحمل الجماعة المسؤولية عما هو حاصل اليوم.
وكان مصدر حكومي كشف مؤخرًا، أن المليشيات الحوثية أضافت اشتراطات جديدة للمفاوضات من بينها أن تتولى صرف المرتبات، في وقت ترفض الحكومة الشرعية ذلك، مؤكدة أن المليشيات لن تلتزم - كعادتها - بما يتم الاتفاق عليه، وستجير الأموال المخصصة لرواتب الموظفين، لصالح عناصرها الحوثية التي أحللتهم في كافة القطاعات الحكومية على حساب الموظفين الرسميين.
يذكر أن مليشيات الحوثي منذ انقلابها على الشرعية وسيطرتها على العاصمة صنعاء في العام 2014، قامت بفصل عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين، واستبدلتهم بعناصر موالين لها في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها