كشفت مصادر مطلعة معلومات جديدة عن جاسوسة جندها الحوثيون لتنفيذ عمليات اغتيال في عدة محافظات تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وقالت المصادر، إن الجاسوسة، "سميرة مارش" (30 عامًا)، من فئة ما يعرف بـ "المهمشين"، كانت تسكن مع زوجها وأطفالها، في مديرية المتون بمحافظة الجوف، فاستغل الحوثيون حاجتها، وجندوا زوجها في صفوفهم، عام 2016.
وذكرت، أن الجاسوسة سميرة مارش، بعد مقتل زوجها في صفوف الحوثيين، ذهبت إلى قيادة المليشيات في المتون، للمطالبة براتبه، وكانت تتحدث معهم بجرأة عالية، لفتت انتباههم فقرروا تجنيدها للعمل كجاسوسة مقابل أموال مغرية.
وتحت ضغط الحاجة، وحجم الابتزاز الحوثي للفئات الأكثر احتياجًا، وافقت مارش على العمل معهم، وخضعت في العام 2016 لدورات تدريبية مكثفة في مجال العبوات الناسفة وتركيبها وتفجيرها على يد مجموعة قيادات حوثية في صنعاء وهم: ابو ناشر وابو محسن وحبيب البحري وصدام الشرعبي ووضاح المقطري ومجاهد قوتر.
وأشارت المصادر المطلعة، إلى أن "أبو ناشر" أرسلها إلى مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، بعد إكمال دوراتها التدريبية، وحددوا مهامها هناك وربطوها ببعض العناصر الموالية لهم ونصّبوها منسقة لخلية التفجيرات وزرع العبوات الناسفة التي تستهدف آليات وتجمعات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وادّعت سميرة أنها تعمل فراشة في مستوصف الحياة بالحزم، وسكنت غرفة نائية اتخذت منها منطلقا ومقرا لتخزين العبوات والتخطيط للجرائم مع عناصر اخرين جندهم الحوثيون من قبل هم عبده عمر جمعان ويعمل مهندس الكترونيات وصوتيات وصالح مبخوت وتوفيق محسن وعبده المقودر.
وعلى مدى شهور كانت مارش تذهب الى سوق الاثنين في المتون والذي كان يسيطر عليه الحوثيون وتتسلم العبوات والمبالغ المالية من المشرف الحوثي المسؤول عنها المدعو "ابو ناشر" وتعود بها الى مدينة الحزم لتشرف على تنفيذها من قبل الخلية التابعة لها!.
وذكرت المصادر أن العمليات العديدة التي نفذتها سميرة وأشرفت عليها الى مقتل أكثر من 10 ضباط وجنود واصابة نحو 20 آخرين تنوّعت العمليات بين استهداف أطقم ومطعم واليات نقل للجيش وزرع عبوات على جانبي الطريق وتفجيرها.
واستغلت سميرة مارش تعاطف المجتمع مع المهمشين في تحركاتها وتنقلاتها ووتحركها لزرع العبوات او الربط والتواصل بين افراد الخلية الذين -تم القبض عليهم أيضا معها- وأقروا جميعا بأن سميرة مارش هي من كانت توجههم وتمنحهم الحوافز المالية ومعدات التفجير وتحدد لهم الزمان والمكان المستهدف.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليها في مدينة الحزم بمحافظة الجوف نهاية العام 2018، وانكشفت الاساليب الحوثية لتجنيد النساء في التفجيرات في بقية المحافظات المحررة ،مأرب وشبوة وتعز وعدن وغيرها، وتم القاء القبض على عدة خلايا نشرت تفاصيلها بالصوت والصورة، آنذاك.
يذكر أن المليشيا الحوثية حاولت استعطاف المجتمع بالقبض على مارش، وتستثير عواطف القبائل، لكنها فشلت عندما شاهد الناس نماذج من استغلال الحوثي للنساء في الارهاب، وكذلك انتهاكاته بحق النساء في سجونه ومناطق سلطته.
واستمرت المليشيات الحوثية في طرح اسم "سميرة مارش" في كل جولات التفاوض، ووضعت اسمها في الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الشرعية، مقابل العديد من الأبرياء الذين اختطفتهم المليشيات من منازلهم وشوارعهم.
وكان رئيس لجنة الأسرى التابعة لجماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى، أكد الشهر الماضي، أن من ضمن المشمولين باتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، "سميرة مارش" الأسيرة لدى السلطات الشرعية بمحافظة مأرب.
ومن المتوقع الإفراج عنها ضمن صفقة التبادل، المعلن البدء بتنفيذها الجمعة القادمة.