مع مرور الوقت بدأت تتكشف خيوط اللعبة التي يديرها رئيس الوزراء معين عبدالملك وشريكه التاجر محمد شهاب وبتسهيل من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات نجيب العوج والمتعلقة بانشاء مشروع استثماري مشترك في قطاع الاتصالات بين الجانب اليمني والاماراتي.
القصة باختصار أن رئيس الوزراء يدرك حجم الرضى والاحترام الذي تحظى به الامارات لدى ابناء الجنوب العربي وبالتالي عزف على هذا الوتر الحساس وروج لاقامة مشروع استثماري بين اليمن والامارات حتى يضمن مروره بهدوء.
بعد أشهر انكشف المستور وظهر أن معين عبدالملك وعبر شريكه رجل الاعمال محمد شهاب يعملون على انشاء شركة اتصالات خاصة بهم بالشراكة مع شركة NX الإماراتية للاتصالات ممثلة بالدكتور عبدالله النعيمي.
وبموجب هذا الاتفاق ستستحوذ هذه الشركة على 70 في المئة من شركة عدن نت المملوكة للدولة والتي تعد من أهم المكاسب التي تحققت في الجنوب منذ 1994م، وايضا سيتم انشاء هذه الشركة تحت لافتة الشراكة مع الامارات وبالتالي التهرب عن دفع الرسوم المقرة مقابل الحصول على ترخيص انشاء شركة اتصالات والتي تبلغ مئات الملايين من الدولارات.
وكما قيل فالتاريخ يعيد نفسه مرتين ويكون في المرة الثانية على شكل مهزلة، يعتقد معين عبدالملك أنه أشبه الناس بعبدالفتاح اسماعيل، وان نجمه سيبزغ من عدن، ويتعامل مع اللحظة التي يمتلك فيها زمام المبادرة باعتبارها فرصة لن تتكرر ولذا يحرص على الحصول على اكبر قدر من المكاسب الشخصية والمالية.
عدن درة الجنوب العربي تتلقى الطعنات دائما من تعز، وبالقدر الذي تحسن فيه هذه المدينة لتعز وتؤي أهلها المشردين فإنها تحصد الشر ممن تمد لهم يدها، والتاريخ خير شاهد، ففي الوقت الذي يحرم فيه ابناء عدن كرجال اعمال وتجار من الحصول على فرصهم في التجارة واغلاق الباب امام رأس المال الجنوبي في المشاريع العملاقة، فإن معظم رؤوس الاموال في عدن هم من تعز، وها هو معين عبدالملك وشريكه محمد شهاب يخططون للاستيلاء على ما تبقى من مؤسسات عدنية ويمارسون أبشع انواع التآمر على الجنوب، خاصة وان الاتفاقية تشمل اعفاء شركة الاتصالات من الضرائب والجمارك ورسوم التراخيص التي تتجاوز 3 مليار دولار.
واصبحت كل المشاريع الممولة من التحالف لاصحاب تعز، من الوديعة وحقول النفط لبيت هائل، والكهرباء لناظم الصغير ومطار عدن لسعيد عبدالحق، والاتصالات لمحمد شهاب ومعين، والمشتقات النفطيه للمقبلي وغيرهم.
رئيس الوزراء والتاجر شهاب من تعز ووزير الاتصالات من إب، ويتم الاستعانة بوزير الشئون القانونية من البيضاء لتصفية عدن نت والاستحواذ عليها وانشاء شركة اتصالات في المحافظات الجنوبية فقط بلافتة الشراكة مع الامارات، بينما لا يستبعد أن تكون الشركة الاماراتية مجرد لافتة تم انشاؤها لهذا الغرض.
وحاليا يتواجد بمدينة دبي في الامارات محمد شهاب لمتابعة انجاز مشروع الاتصالات، ويتواجد ايضا مطيع دماج امين عام رئاسة الوزارء والمهندس السابق في شركة سبأفون للهاتف النقال لتقديم الدعم في الاسراع بانجاز المشروع بالاضافة الى دعم ومساندة من رجل الاعمال ناظم الصغير شريك رئيس الوزراء معين عبدالملك في مجال مشاريع الكهرباء.
إن ما يحصل من تجريف لثروات الجنوب من قبل رئيس الوزراء وشلة الفساد التي يديرها بعيداً عن مصلحة الشعب وكل هذا يحدث بنظر الانتقالي الذي يشارك بالسلطة ويبدو أن حلاوة المناصب أغرت هذه القيادات الجنوبية وأجبرتها على الصمت كضريبة للبقاء.
ويبدو بأن معين عبدالملك استطاع تجاوز عبارة الدحابشة يسرقون ثروات الجنوب التي كان يرددها بعض ثوار الغفلة للإطاحة بأي حكومة تعارض مصالحهم بعد أن لطخ القيادات التي انبرت للحديث باسم الحنوب بالفساد.
وفيما يعمل رئيس الوزراء وشريكه شهاب للسيطرة على قطاع الاتصالات، فليس ببعيد ما يعمله معين عبدالملك بالشراكة مع بيت هايل للسيطرة على القطاعات النفطية في الجنوب، والمؤسف أن هذه السيطرة تتم بمساعدة جنوبيين، فمتى ينتفض الشعب ضد هذا العبث الذي فاق الخيال.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها