كشف رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي السابق، صالح هبرة، عن فرصة ذهبية لإيران في اليمن.
وقال هبرة في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع التدوين المصغر " تويتر " إن "حرب اليمن بالنسبة لايران فرصة ذهبية طالما بحثت عنها، وورقة رابحة طالما انتظرتها؛ للنيل من خصومها وانتزاع حقوقها، ولو حتى على حساب اليمن؛ لأن الصراع صراع مصالح، وهي تفكر بعقلية الامبراطورية التاريخية".
وأضاف: من حيث موقع اليمن، فهو يمثل بالنسبة لإيران أهم من "العراق" و"سوريا" وحتى من "لبنان"؛ كون اليمن تقع في خاصرة المملكة، منذ قيام الثورة الإيرانية، وتربط اليمن بالمملكة حدود غير صحراوية على عكس العراق يعجز أي جيش عن مراقبتها.
وأشار إلى أن عدم استقرار الوضع في اليمن، والعداء الذي يجمع (الحوثي وإيران) للمملكة وإن اختلفت أسبابه، من بين الاسباب، إضافة إلى عدم وجود سياسة وازنة ومستقرة في اليمن خلال هذه الفترة، حيث يسهل التأثير عليها وتوجيه مواقفها للدخول في قضايا لا يعلمون مَنِ الرابح ومنِ الخاسر فيها.
وتابع: ما يتمتع به اليمن من تضاريس تساعد على الحروب وتغرق فيها أعظم الجيوش، فعشرة أفراد على قمة جبل يحتاج لعدة ألوية لاقتحامه.
وأكد أن المملكة هي الأخرى لا تقبل أن يقع في خاصرتها دولة لا تربطها بها قواسم مشتركة فضلاً عن أن تربطها بخصومها مواقف واستراتيجيات تختلف كليًا عنها نهجًا واستراتيجية وخاضت معها عدة حروب.
وقال: وبالنسبة لأمريكا وحلفائها هي الأخرى لا تقبل أن يكون اليمن ضمن محور الممانعة الذي تتبناه إيران خصوصًا أن اليمن يقع على خط الملاحة الدولية، ويتحكم في "مضيق باب المندب" الممر الوحيد الذي يفصل اقتصاد المشرق عن المغرب، ثم تقوم إيران بتزويد حليفها "حركة الحوثي" بأسلحة استراتيجية تستطيع من خلالها أن تهدد الملاحة الدولية، وتتحكم فيه، حيث أصبحت الآن عبر حليفها الحوثي تتحكم في الملاحة الدولية عمليًا دون أن تكون طرفًا مباشرًا في المشكلة، ودون أن تتحمل تبعات ذلك مع أنها في نفس الوقت من يفرض المعادلة ويتحكم فيها، كما سبق وعملت في "البقيق" إن صحت الأخبار التي تم تداولها فتكون "إيران" قد حققت أهدافها بضم اليمن إلى محورها، وبالضغط على خصومها لانتزاع تنازلات في ملفاتها دون أن تتحمل أي تبعات.
واستدرك قائلا: لكن الشعب اليمني في كل الأحوال من يدفع ثمن ذلك الصراع
ما يعني أن الشعب اليمني أصبح بين فكي الأسد، ولا يمكن أن يخرج من المأزق الذي أصبح يعيشه إلا بحلحلة جميع ملفات إيران مع جميع خصومها، وهي طويلة جدًا ومعقدة. وهذا ما تراهن عليه إيران من خلال فرصتها الذهبية (الحرب في اليمن)، اضافة إلى نأي الجميع بأنفسهم عن اليمن وتركه بعيدًا عن صراع المحاور؛ لتغليب مصلحة الشعب اليمني على كل الاعتبارات. أو بقضية ثالثة لن تسمح ظروفي بالحديث عنها الآن؛ حد تعبيره.
ونوه بأن المعركة في اليمن أساسًا هي معركة محاور، أو بعبارة أدق، هي حرب مصالح ونفوذ ما بين إيران وخصومها تديرها خارج حدودها، كما صرح بذلك أكثر من مسؤول إيراني بمن فيهم الرئيس روحاني. إنها ما بين إيران والمملكة من جهة وما بين إيران وأمريكا وحلفاؤها من جهة ثانية.
ولفت إلى أن كل طرف يحاول أن يجر اليمن إلى محوره، أو بالأصح لي ذراع الطرف الآخر، واليمن ليست جزءاً في المعادلة، لكنه من يدفع ثمن تلك الحرب. فإيران لن تسمح للوضع في اليمن أن يستقر، ولن ترفع مخالبها عن اليمن ما لم يتم حلحلة ملفاتها بشكل كامل وإبقاء اليمن ضمن محورها.
يأتي ذلك رغم تأكيد الحكومة اليمنية المعترف بها، على أن إستعادة الأمن والاستقرار في اليمن مرتبط بإنهاء إرتباط جماعة الحوثي بإيران.
وسبق أن جدد رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير بن عزيز، تأكيده التزام القوات المسلحة بمواجهة تدخلات إيران في الشأن اليمني ودعمها لمليشيا الحوثي.
وشدد على ضرورة تشديد الرقابة على الممرات المائية الدولية لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية.