أكد محلل سياسي يمني وجود ضوء أخضر ومساحات فراغ يمنحها المجتمع الدولي للمليشيات الحوثية، لتهديد اليمنيين ودول الجوار، وهو ما سمح لها بالاستعراض العسكري في مدينة الحديدة وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وقال المحلل السياسي، عبدالله اسماعيل: "إن الاستعراض الكبير والتحشيد الحوثي، الذي تم من جميع المحافظات، يعد تحديا واضحا وعلنيا للمجتمع المحلي والإقليمي وحتى الدولي، لذا لم يترك أمام البعثة الأممية إلا خيار التنديد".
وأضاف: "المسألة ليست متعلقة بقدرة المليشيات الحوثية على التهديد أو أنها انتصرت، هذه المليشيات ليست منتصرة على الإطلاق، وهي تتحرّك في مساحات فراغ تسمح لها به الإرادات الدولية في إدارة الأزمة في اليمن".
وأكد المحلل السياسي، في مداخلة تلفزيونية، أن "المجتمع الدولي لن يسمح لمليشيا الحوثي بأن تشكل تهديدا للممرات في البحر الأحمر، ربما يكون تهديدا محتملا، لكنه غير قابل بأن تتحرّك بالنيابة عن إيران في مسألة التهديد المباشر للملاحة الدولية".
وأشار إسماعيل إلى: "البيان الأممي على لسان بعثتها تحدث بأن هذه الحشود الحوثية، التي جاءت إلى الحديدة، جُمعت من جميع المناطق في اليمن، وهي نفس الكتلة البشرية التي تتحرّك في استعراضاتها سواء في صنعاء أو في ذمار أو في غيرها".
وحول الأسلحة التي استعرضت بها المليشيات، قال عبدالله إسماعيل إن "تلك الأسلحة الجميع يعلم بأنها سلاح الدولة المنهوب، وكثير منها تم تهريبها"، مشيرا إلى أنه "يجب الحديث بوضوح بعيدا عن العاطفة بأن هناك مساحات تسمح بها الإرادات الدولية لمثل هذه الجماعات الإرهابية أن تتحرك فيها، وهذه المساحات تؤذينا نحن اليمنيين".
ولفت إلى أن: "الهدنة الأممية تساعد المليشيات الحوثية على التحشيد العسكري في محاولة التغيير الديموغرافي والانتقام من جميع المناهضين لها أو حتى ممن ترى المليشيات بأنهم ممكن يناهضوها في المستقبل".. مضيفًا "نحن أمام مشهد عبثي، والمجتمع الدولي يشارك فيه خدمة لأغراضه، وفق مساحات من الممكن أن تؤذينا كيمنيين، وتؤذي الجوار، لكنه لن يسمح بتجاوز هذه المساحات، وهناك خطوط حمراء لن يقبل بتجاوزها".
وأكد أن اليمنيين يدركون: "بأن جماعة الحوثي، وكل خروقاتها وجرائمها التي تتم اليوم، هي برعاية المجتمع الدولي، وكأنّ هذا العرض العسكري ليس خرقا عاديا بالنسبة للأمم المتحدة، التي وجدت نفسها أمام ضرورة اتخاذ موقف، وهو ما نتج عنه هذا البيان، الذي لن يتعدّى إلى أي إجراءات من قِبل الأمم المتحدة أو حتى رعاة العملية السياسية في اليمن".. لافتًا إلى أن: "البيان الأممي أيضا ربما جاء متعلقا بموضوع الهدنة، حيث إن هناك رغبة دولية وأممية وأمريكية في استمرار الهدنة، التي بدأت قبل أشهر".
وأضاف أنه "ليس هناك تغيّر في رؤية المجتمع الدولي لفردية الصراع في اليمن، وإلا لما استمر بضغوطه على الشرعية للموافقة على الهدنة في ظل استمرار الخروقات الحوثية".