"لم تروا شيء والأيام الأسوأ عادها بتجي (تأتي).. هل كنتم تعتقدون حين أيدتم عفاش (الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح) في حربه علينا في صعدة وقتله سيدي حسين بدر الدين الحوثي حفيد رسول الله سيمر دون رد أو انتقام؟ نحن أقسمنا أن ننتقم أشد الانتقام، وها هي فرصتنا وسنأخذها حتى آخرها".
بهذه الكلمات ردت إحدى النسوة الحوثيات المجندات فيما تسمى الزينبيات (الكتيبة النسائية المسلحة داخل مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن) على امرأة يمنية، انتقدت –في أحد اللقاءات النسوية بصنعاء- الأوضاع المتردية التي وصل إليها اليمنيون في ظل حكم الحوثيين.
هذا الموقف الذي أفصحت عنه تلك المرأة الحوثية "الزينبية" تكرر أيضاً على لسان قيادات حوثية ذكورية في أكثر من مكان ومناسبة وإن بصيغ مختلفة لكنها في المجمل تحمل مضونا واحدا مفاده أن ممارسات ذراع إيران التجويعية وانتهاكاتها بحق المواطنين في مناطق سيطرتها مدفوعة بنزعة انتقامية قديمة من الموقف الشعبي المؤيد للدولة وسلطاتها إبان فترة حكم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، من تمرد الجماعة بصعدة والذي انتهى بمقتل مؤسسها الصريع حسين بدر الدين الحوثي.
ويرى مراقبون ان ذراع إيران ستواصل ممارسة سياساتها وإجراءاتها الانتقامية بحق المواطنين والناس الذين يعيشون في إطار مناطق سيطرتها ليس فقط انطلاقا من كونها تنتقم من مواقفهم المؤيدة لإجراءات الدولة وجيشها إبان حكم الرئيس صالح ضد تمردها فحسب، بل ولأن ذراع إيران تحمل في فكرها وأيديولوجياتها فكرا عنصريا انتقاميا ضد الناس الذين ترى أنهم مجرد خدم وعبيد لأبناء سلالتها التي تدعي أفضليتها بالنسب.