في وقت أبدى فيه مسؤولو منظمة الصحة العالمية قلقهم من احتمال ظهور عدد أكبر من إصابات جدري القرود مع تجمع الناس في المهرجانات والحفلات، كشفت مصادر إعلامية عن المكان الذي انتشر منه المرض إلى العالم.
جدري القرود وسر الكناري
كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن مهرجاناً ضخماً للمثليين في جزر الكناري، حضره 80 ألف شخص، يعتقد أنه كان “وراء انتشار جدري القرود في العالم”.
وأوضحت أن الجهات الصحية في جزر الكناري تجري تحقيقات بشأن تورط مهرجان “ماسبالوماس برايد” في نشر جدري القرود في العالم، مشيرةً إلى أن آلاف الأشخاص من بريطانيا وجميع أنحاء أوروبا كانوا من بين المشاركين فيه.
وقالت: “عدد من الحالات التي ثبتت إصابتها بفيروس جدري القرود في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، كانوا ممن حضروا الحفل”.
ويجذب “ماسبالوماس برايد”، الذي يقام بين 5 و15 مايو، عشرات آلاف الزوار من جميع أنحاء العالم.
ويعتقد أنه بعد عودة المشاركين في المهرجان إلى بلدانهم قاموا بنقل المرض ونشره بين الناس، وهي الفرضية التي يجري التحقيق فيها حالياً، بحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية.
من جهتها، نقلت صحيفة “إل باييس” الإسبانية، عن مصدر صحي: “من بين نحو 30 شخصاً تم تشخيص إصابتهم بالفيروس في مدريد، كان العديد منهم حاضرين في هذا الحدث”.
وأضاف المصدر: “ليس من الممكن حتى الآن معرفة ما إذا كان أحدهم هو المريض رقم صفر أو أنهم أصيبوا جميعهم هناك”.
وتأتي هذه المستجدات في وقت كشفت فيه وكالة رويترز أن عدداً من الأشخاص، وليس كلهم، الذين تم تشخيص إصابتهم في التفشي الحالي لجدري القرود، رجال مثليون.
إلى ذلك، قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، إن “نسبة ملحوظة من الحالات الأخيرة المرصودة في بريطانيا وأوروبا تخصّ الرجال المثليين وثنائيي الجنس”.
أوّل تعليق من بايدن على جدري القرود
على صعيدٍ متصل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، إنَّ تفشي مرض جدري القرود هو أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”.
وتابع: “مسؤولي الصحة الأمريكيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة”.
وأبلغ بايدن الصحفيين في قاعدة جوية في كوريا الجنوبية قبل مغادرته على متن طائرة الرئاسة الأمريكية متجهاً إلى اليابان: “نبذل جهداً كبيراً لمعرفة ما سنفعله”.
ويقول خبراء إنه يمكن أن ينتقل المرض، الذي تم اكتشافه لأول مرة في القرود، من شخص لآخر من خلال الاتصال الجسدي الوثيق، وكذلك الاتصال الجنسي.
ويعد جدرى القرود مرضاً معدياً وعادةً ما يكون خفيفاً، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا.
وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر وهو ما يعني إنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.