أكد رئيس مجلس الشورى أحمد غبيد بن دغر، الجمعة، أن المخرج من الأزمة الحالية والصراع القائم يتمثل بوجود يمن إتحادي يحفظ الحقوق والمصالح والعيش المشترك لكل اليمنيين.
جاء ذلك في مقال نشره بن دغر على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، يحمل عنوان "الدولة الإتحادية مرة أخرى" بالذكرى الـ32 لتحقيق الوحدة اليمنية بين شمال وجنوب البلاد.
وقال بن دغر إن البحث في الحلول والسعي للسلام الدائم والعادل مع الجميع، يختزلها مخرجات الحوار الوطني وكل المرجعيات، وآخرها مشاورات الرياض ومخرجاتها، وهذا ما يقود الجميع إلى دولة اتحادية.
وأشار إلى أن الدولة الإتحادية هي الحل الممكن الذي يجنب البلاد المغامرة والانتحار السياسي على مذبح المصالح الخاصة، واللاوطنية.
وتطرق بن دغر إلى الهدنة الأممية القائمة بين الجيش والحوثيين، واصفا إيها بأنها هدنة "هشة مصحوبة بتوتر شديد وتهديد حقيقي لمستقبل اليمن".
وأشار إلى الذكرى الـ32 للوحدة اليمنية، وما مرت به اليمن خلالها بـ "مراحل من الاستقرار، وأخرى من الصراع، وظل البحث عن صيغة مناسبة للحفاظ على يمن موحد محل اهتمام القوى الوطنية، إجماع شبه كلي على الوحدة واختلاف واضح في التفاصيل".
وقال بن دغر، إن الحوثيين شنوا "الحرب على الدولة، واستولوا على السلطة في عاصمة دولة الوحدة، وحاولوا فرض مشروعهم السلالي العنصري على اليمن واليمنيين، وفشلوا، ليس لأن العرب بعامتهم رفضوا هذا المشروع، بل لأن اليمن لا يحتمل مشروعًا لدولة إمامية بطابع عنصري وبمرجعيات مذهبية في عصرنا الراهن".
وأضاف، أن الحوثيين حاولوا "تسويق إمامة مطعمة بقيم شيعية، وبدعم إيراني، فأصابهم العجز. ووهنت شوكتهم، كان الشعب اليمني يكتشف مع كل حدث تمر به اليمن ليس فقط عنصرية هذه المجموعة المتمردة المتعصبة والمتخلفة، بل وانفصاليتها وهو الأمر الذي أدركه أحرار اليمن في وقت مبكر، وأشاروا إلى خطورته الأولى على وحدة البلاد. وكانوا مدركين أن الإمامة سبب بلواها، وتخلفها".
وتحدث رئيس مجلس الشورى، عن المشاريع الأخرى والتي "حاولت أن تعالج أزمة الدولة الموحدة بالعودة إلى الماضي، من منظور محلي ضيق وأحيانًا مناطقي متطرف، فأعيد طرح مشاريع ما قبل الوحدة، وما قبلها، وهذه أيضًا لم تحظى بدعم الشعب اليمني أو قبوله".
وأكد أن المشاريع التي حاولت الرجوع إلى الماضي بكل فئاتها زادت المشهد الوطني تعقيدًا، وأطالت من عمر الأزمة، ومدت في سنوات الحرب.
ولفت إلى أن الحوثيين حققوا نجاحاً في تسويق وتسويغ أطروحاتهم وبدوا "أكثر قدرة على إقناع الآلاف من أبناء اليمن بنظريتهم في الحكم، المستندة إلى نظريتهم وعقيدتهم في الإيمان الاستعبادي".
وأوضح أن أتباع الحوثي الذين جرى الزج بهم في المعارك "ينمو لديهم وعي مختلف ومقاوم، ومكتشف لحقيقة الحوثيين، وعي رافض لذات القيم التي قبلها أسلافهم من قبل، وكانوا وقود الحروب المتصلة في اليمن في تاريخه الطويل".
وأفاد بن دغر أن "الكثيرين من أبناء المذهب الزيدي تمردوا على مبدأ الإمامة السياسية، وقاتلوا الحوثيين، بصلابة وشجاعة وقناعات راسخة في صفوف الشرعية والتحالف، لافتاً إلى أن الجيل الجديد من الأحرار الجمهوريين استوعبوا "مفاهيم وأطروحات ونظريات تعزز الشعور والمعرفة بالقيمة العظمى للحرية والمساواة والعدالة. في المقابل كان ينمو يأس حقيقي شديد الأثر لدى أصحاب المشروع الحوثي في قدرتهم على استعادة الماضي، أو تنسيخه للأجيال التي كبرت في ظل الجمهورية".