شهد اليمن، الإثنين، أكبر تصعيد ميداني بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، منذ بدء الهدنة قبل شهر، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وفق بيانات رسمية وإعلام محلي.
وجاء هذا التصعيد تزامنا مع حلول عيد الفطر المبارك باليمن ومعظم الدول العربية والإسلامية.
وأعلن الجيش اليمني في بيان مقتضب، الإثنين، مقتل أحد جنوده بنيران الحوثيين في جبهة الجدافر بمحافظة الجوف (شمال).
فيما أفاد مصدر عسكري في الجيش اليمني، بمقتل جندي في الجيشط بنيران أحد قناصة الحوثيين في الجبهة الشرقية لمدينة تعز (جنوب غرب).
بدورها، أفادت وسائل إعلام محلية بينها موقع "المصدر أونلاين" (خاص) نقلا عن مصادر عسكرية، باندلاع مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهة الكسارة غربي محافظة مأرب (وسط).
وأشارت إلى أن "المواجهات استمرت لساعات بعد أن هاجم الحوثيون بشكل مكثف مواقع للجيش، ما أسفر عن تكبدهم (قوات الحوثي) عشرات القتلى والجرحى".
وهذه هي أعنف مواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين تشهدها اليمن منذ بدء الهدنة قبل شهر.
مشاورات عسكرية
هذا التصعيد العسكري دفع الحكومة اليمنية لعقد مشاورات عسكرية لمناقشة تطورات الوضع الميداني.
وأجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي اتصالا هاتفيا برئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، للاطلاع على الأوضاع الميدانية، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأشاد العليمي "بالبطولات والتضحيات التي تسطرها قوات الجيش، ضد مليشيات الحوثي الإيرانية".
وبحسب نفس المصدر، اطلع رئيس المجلس الرئاسي، "على تفاصيل الوضع الميداني في مسرح العمليات، والخروقات المتواصلة لمليشيا الحوثي للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، في ظل الالتزام التام للقوات المسلحة بتوجيهات القيادة السياسية بوقف إطلاق النار".
من جانبه، زار وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، الإثنين، قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي بالعاصمة المؤقتة عدن، والتقى بقادة قوات الواجب السعودية والسودانية (التابعة للتحالف)، وفق بيان للجيش اليمني.
وأعرب المقدشي "عن التقدير العالي لجهود الأشقاء في قوات التحالف العربي، ودعمهم لليمن وقيادته وقواته المسلحة، وتضحياتهم الغالية في معركة المصير المشترك والقضية العروبية الواحدة والتصدي للتهديدات الحوثية الإيرانية التي تتربص بأمن اليمن والإقليم".
وفي 1 أبريل/نيسان الماضي ، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين الموالين لإيران.
وتخلل الهدنة خروقات شبه يومية، وسط اتهامات متبادلة بين القوات الحكومية بشأن ذلك.