ظهرت قوات جديدة في محافظة المهرة شرق اليمن، تحمل اسم "أسود المهرة" في ظل حالة من عدم الاستقرار الأمني في المحافظة.
لتعزيز دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب الأسلحة والممنوعات، وشهدت محافظة المهرة تخرج دفعة جديدة لقوات الأمن الخاصة.
وخضع المتدربون لأربعة أشهر من التدريب المتواصل والمكثف لكافة الفنون والمهارات القتالية، وكذلك تنفيذ المهام النوعية والخاصة في مكافحة الإرهاب، وتهريب الأسلحة والحشيش المخدر.
وتأتي أهمية التدريب لتعزيز الأجهزة الأمنية في المحافظة التي تقع ضمن مساحتها الجغرافية، أطول شريط ساحلي على بحر العرب، وآخر حدودي بري مع سلطنة عمان الشقيقة، عبر منفذين هما (صرفيت وشحن) بالإضافة إلى اشتراك المحافظة بحدود مع المملكة العربية السعودية على امتداد الربع الخالي شمالا.
من مختلف مديريات المهرة شكلت هذه الدفعة، لتكون جاهزة لمهام تتوزع على مساحات جغرافية كبيرة، خصوصا مع تزايد المخاوف من عمليات تهريب الأسلحة والحشيش المخدر لمليشيا الحوثي الإرهابية الانقلابية عبر هذه المساحات الواقعة على المياه الإقليمية والدولية الشرقية لليمن.
الدفعة المكونة من ٤٠٠ فرد وبعد أربعة أشهر من التدريب والإعداد بإشراف مباشر من وزارة الداخلية وقيادة قوات الأمن الخاصة في الجمهورية، وبتعاون وإسناد من قوات الجيش الوطني بمحور الغيضة العسكري، والتي أصبحت جاهزة قتاليا ومهاريا وإداريا لخوض وتنفيذ مهام خاصة ونوعية في عموم محافظة المهرة.
“أسود المهرة” هكذا أطلق على الدفعة تخرج قوات الأمن الخاصة من دورة المهارات القتالية ومكافحة الإرهاب بالاشتراك مع اللواء 137 مشاة، وبرعاية معالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، والسلطة المحلية بالمحافظة، وإشراف قيادة قوات الأمن الخاصة.
مهارات عالية أوضحتها النتائج الميدانية العملية في مشروع الدفعة من خلال التقييم الزمني والنهائي، وكذلك من خلال تدشين مناوراتها القتالية في حفل التخرج الذي حضره معالي وزير الكهرباء الدكتور أنور كلشات ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الأمن والشرطة اللواء الركن مساعد محمد الأمير وقائد قوات الأمن الخاص في الجمهورية، وقيادة محور الغيضة العسكري، وقيادة قوات التحالف العربي، وقيادة السلطة المحلية، والتي تعد الأخيرة هي أكثر الداعمين لهذه الدفعة الأمنية وللأجهزة الأمنية والعسكرية عموما.
وفي الاحتفالية التي جرت في مقر محور الغيضة العسكري بمدينة الغيضة مركز المحافظة، استعراض الخريجين جانباً من الفنون والمهارات القتالية في كيفية دك أوكار العدو وحماية الشخصيات وتأمين المنشآت العامة بمهارة عالية عكست الاستفادة القصوى من المعارف والخبرات التي تلقوها خلال فترة الدورة.
وخلال حفل التخرج قال وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة اللواء الركن محمد مساعد الأمير في تصريح لصحيفة 26 سبتمبر: إن تخرج هذه الدفعة الأولى تأتي في إطار خطة وزارة الداخلية في إعادة تأهيل وتدريب القوات الخاصة، وكل القوى البشرية لوزارة الداخلية.
وأضاف الأمير أنهم في وزارة الداخلية بصدد تنفيذ خطة طويلة لتفعيل مؤسسات وزارة الداخلية بجميع تخصصاتها، مشيرا إلى أن هذه الدفعة المتخرجة اليوم في محافظة المهرة تعد نموذجا لهذا المشروع، موضحا أنهم في إطار نهضة كبيرة داخل وزارة الداخلية بمختلف أجهزتها بعموم الجمهورية ولكل وحداتها.
وأوضح الأمير أن ما شاهدناه اليوم من تتويج لهذه القوة ونشاطاتها، جاءت بتوجيهات من معالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، وهي أيضا تأتي في إطار توجيهات فخامة رئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي.
وبيّن أن ما شاهدناه اليوم في هذا المشروع التكتيكي لهذه الدفعة يرفع الرأس، ويمنح مزيدا من المعنويات العالية لتطهير البلاد من مليشيات الحوثي الإرهابية الانقلابية، ورفع علم الدولة على جبال مران.. مشيدا بالخطوات والدعم الكبير للسلطة المحلية في محافظة المهرة متمثلة بمحافظ محافظة المحافظة محمد علي ياسر، وبدعم وإسناد من الإخوة في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الذين يقدمون كل شيء من أجل استعادة فعالية مؤسسات الدولة.
من جانبه قال قائد قوات الأمن الخاصة في الجمهورية العميد يحيى اليسري لـ “صحيفة 26 سبتمبر”: إن هذه الدفعة تلقت العديد من التدريبات والتمارين الخاصة ابتداء من الحركات النظامية والمهارات القتالية على مدى فترة أربعة أشهر في مختلف الميادين.
وأشاد العميد السري بتميز الدورة فيما تلقوه واستوعبوه، وظهر في النتائج العملية والتقييمية.. لافتا إلى أن غالبية منتسبي هذه الدورة من جميع مديريات محافظة المهرة، قد أبلوا بلاء حسنا ومتميزا.. مبينا أن هذه الجهود التي بذلت هي بدعم ورعاية من القيادة السياسية ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومعالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، وبمساندة من الأخ محافظ المحافظة محمد علي ياسر وبدعم مباشر منها.
كما أشاد العقيد السري بالانسجام والتكاتف والتعاون بين جميع أجهزة السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية، مؤكدا أن هذه الدفعة الحديدة إن شاء الله ستكون رافدا كبيرا وتعزيزا لوحدات الأمن، وتعمل جنبا إلى جنب مع بقية الوحدات الأمنية الموجودة في محافظه المهرة لتحقيق الأمن والاستقرار، وأن تكون يد السلطة المحلية في تطبيق النظام والقانون وحماية الممتلكات العامة والخاصة من العبث بالأمن والاستقرار في عموم المحافظة.
وفي الاحتفالية نقل محافظ محافظة المهرة محمد علي ياسر للحاضرين تحيات فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، المشير الركن عبدربه منصور هادي، واهتمامه ودعمه بتطوير وتأهيل قدرات منتسبي الأمن القتالية في مختلف ميادين صناعة الرجال.
وقال المحافظ خلال الفعالية: إن تخرج هذه الكوكبة من قوات الأمن سيعزز حالة الأمن والاستقرار داخل المحافظة، ورفد الأجهزة الأمنية بكوادر شابة يعول عليها مستقبلا في بناء المحافظة وإدارة شؤونها.
وشدد المحافظ على أهمية الحفاظ على أمن المحافظة واستقرارها والاهتمام بجانب التدريب والتأهيل، مجدِداً رفضه لكل دعوات التجنيد خارج إطار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية.
من جانبه أوضح مدير عام الأمن والشرطة العميد الركن مفتي سهيل صمودة أن الدورة التدريبية جاءت بناءً على توجيهات قيادة وزارة الداخلية بشأن رفع كفاءة منتسبي الأجهزة الأمنية في مختلف المجالات، لافتاً إلى أهمية رفد المحافظة وتعزيزها بقوات إضافية، مؤكدا عدم السماح بالتجنيد خارج مؤسسات الدولة.
كما استعرض مدير الأمن المعارف والمهارات القتالية التي تلقاها الخريجون خلال فترة الدورة التدريبية.
وفي ختام الاحتفالية تم تكريم الخريجين من أبطال الدورة التدريبية، وكذلك المدربين والجهات التي كان لها دور في إنجاح ودعم هذه الدفعة، وفي ختام الفعالية قدم قائد قوات التحالف العربي وقيادة القوات الخاصة درع شكر وعرفان للمحافظ ابن ياسر تقديرا لجهوده الكبيرة في دعم ومساندة الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة، كما جرى تكريم الأوائل من الخريجين.