تروج المليشيا الحوثية عن احباطها لعمليات إرهابية في العاصمة صنعاء بالتزامن مع دعوات شبابية بالخروج بمظاهرات ضد المليشيا بعد فرضها ثلاث جرعات سعرية جديدة خلال أقل من شهر .
وفي هذا التحليل الذي نحاول فيه الكشف عن الأسباب الرئيسية لإعلان المليشيا الحوثية عن احباطها لعمليات الإرهابية من خلال محورين دراسة العمليات الإرهابية السابقة للحوثيين والمحور الثاني من خلال دراسة سيكولوجية الجماعات الإرهابية الحوثية بحسب المشهد اليمني .
المحور الأول : العمليات الإرهابية للمليشيا باليمن
بدأت المليشيا الحوثية عملياتها الإرهابية فكريا منذ قيام الثورة الإيرانية القائمة على فكرة ولاية الفقيه الشيعية والتي اطلقها الخميني نهاية سبعينات القرن الماضي والتي أعادت للمليشيا فكرة استهداف الدولة اليمنية الحديثة التي ظهرت بسبتمبر عام 1962م .
ومع مطلع عام 1980م بدأت المليشيا الحوثية بتدريس الثورة الخمينية من خلال آل الحوثي والذين اعجبوا بثورة الخميني والتي من خلالها حاولوا إعادة الحكم العنصري الامامي بالتعاون مع عناصر سلالية نافذة داخل أجهزة الدولة وتم تدريس الفكر الخميني ، وتصدير الثورة ، وولاية الفقيه من قبل مرجعيات دينية زيديه وبدعم قيادات في الدولة من اوساط السلالة وخلال مطلع الثمانينات تم إقامة مظاهرات منددة بالنظام اليمني في محاولة لإسقاط النظام الجديد والذي كان عمره لم يتجاوز العشرين عام .
إستطاع النظام اليمني الجديد إسكات الأصوات النشاز هذه لكن اللوبي السلالي داخل النظام اليمني استغل إعلان النظام اليمني لدولة الوحدة مطلع تسعينات القرن الماضي ليعلن تأسيس حزب الحق على أسس عنصرية والذي تم تأسيسية من قبل شخصيات نافذة في الدولة من ال الشامي والحوثي وغيرهم من العناصر السلالية والتي استطاعت إقناع الرئيس السابق علي عبد الله بدهاء من أن إحياء الفكر الديني الزيدي هو الطريق الوحيد لوقف التوسع الديني السني والذي اتهموه بتمهيد الطريق للتوسع السعودي في اليمن ومن خلالها تم إقناع صالح بدعم المليشيا الحوثية من خلال تنظيمات عسكرية وفكرية تحت اسم " الشباب المؤمن " وغيرها من المسميات الإرهابية والتي تم من خلالها تزويد الشباب بأفكار إرهابية وتدريبهم عسكريا على مختلف أنواع الأسلحة .
إستطاع الجناح العقلاني في الدولة اليمنية الجديدة مع مطلع الألفية الجديدة إلى الإدراك جيدا بخطورة المليشيا الحوثية وخاصة بعد قيامها بتوقيع اتفاقية الحدود مع المملكة العربية السعودية والتي أغلقت الباب على القوى الامامية داخل النظام اليمني ودحض فرضية التوسع الديني السني والجغرافي لصالح دول الجوار وبات الجناح السني في النظام اليمني والذي رأسه سياسيا الدكتور عبد الكريم الارياني وعسكريا الجنرال علي محسن الأحمر وقبليا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر ودينيا الشيخ عبد المجيد الزنداني والذي إستطاع تحت قياداة الرئيس علي عبد الله صالح من معرفة من العدو الأول للنظام اليمني وتم الحد من دعم المليشيا من خلال إقالة قيادات سلالية داخل النظام بعد معرفة أجهزة الدولة بنوياها الإرهابية الهادفة إلى تدمير اليمن بينهم وزراء وقادة عسكريين في الجيش اليمني .
استمرت القيادات السلالية بدعم الجماعات الإرهابية الزيدية والتي تحولت مؤخرا إلى أثنى عشرية حتى تمكنوا عام 2004م من تكوين جيش إرهابي طائفي والقيام بإشعال سته حروب في صعدة ضد النظام اليمني تمكنوا خلالها من قتل الآلاف من الجنود وتدمير مؤسسات الدولة ونهبها خلال الحرب الأول 2004م ، والثانية 2005م ، والثالثة 2006م والرابعة 2007م ، والخامسة 2008م وصولا للحرب السادسة عام 2009م والتي أعقبها إسقاط النظام اليمني وادخال اليمن في حرب أهلية داخلية وفي حرب مع دول الجوار بعد تحريك ترسانة الأسلحة الثقيلة وخاصة الصواريخ وإجراء مناورات عسكرية في الحدود اليمنية - السعودية وإلتهيئة الشعبية والتعبئة بأن من حقها السيطرة على مكة وإعادة الادعاءات الإيرانية التي تطالب باحقية الإشراف على الحج وغيرها من الادعاءات التي تحاول من خلالها الانتقاص من السيادة السعودية .
المحور الثاني : سيكلوجيا المليشيا الحوثية
أعلن زعيم المليشيا الحوثية عبد الملك الحوثي خلال الحروب التي اشعلتها المليشيا الحوثية ضد الجيش اليمني بقتل الآلاف من الجنود اليمنيين والذي يتهمهم أخوه الأكبر والأب الروحي للمليشيا الحوثية حسين بدر الدين الحوثي بأن الجيش اليمني يستحق الإبادة كونه قاتل النظام الإيراني وزعيمه الخميني والذي وصفه بالإمام التقي بعد إشتراك الجيش اليمني في القتال مع الجيش العراقي أبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال الحرب العراقية - الإيرانية وفقا لمذكرات حسين الحوثي الصوتية - والمكتوبة .
استطاعت المليشيا الحوثية والعناصر السلالية الموالية لهم من خلال الدعم الدولي والمخابرات الأجنبية من بث الفرقة داخل النظام اليمني والتي تم من خلالها فصل الجناح العقلاني المعادي للسلالة وتم بث الفرقة بين الرئيس صالح والشيخ عبد الله الأحمر والجنرال على محسن الأحمر والشيخ الزنداني ولم يتبقى مع الرئيس صالح عدى الدكتور عبد الكريم الإيراني لكن الجناح السلالي داخل النظام استطاع إقناع صالح بالتنازل عن الارياني بعد اتهامه بالوقوف وراء المبادرة الخليجية والتي من خلالها استطاع الإبقاء على النظام اليمني دون إنهيار والخروج من الثورة الشبابية التي تطالبه بالرحيل مع اندلاع الربيع العربي والاستفادة من الدعم الخليجي .
خرج صالح بناء على تعليمات الوبي الامامي داخل النظام اليمني معاديا للجناح القبلي والديني والسياسي والعسكري في الجمهورية اليمنية لصالح فكرة التحالف مع المليشيا الحوثية والتي خلالها إستطاع الفريق يحيى الشامي من تسليم مؤسسات الدولة لصالح المليشيا الحوثية من خلال فكرة التحالف مع المليشيا الحوثية مطلع عام 2014م .
تقف المليشيا الحوثية خلف العمليات الإرهابية والتي كانت تأتي تمهيدا للتوسع الحوثي بدأ من تهجير السلفيين في دماج وفتح الطرق للمليشيا الحوثية لإسقاط محافظة صعدة وعمران وصنعاء من خلال ضرب القوى التي كانت عائقا لسيطرة المليشيا الشيعية على الدولة اليمنية .
كانت تأتي العمليات الإرهابية لتمهيد الطريق للمليشيا الحوثية منها تفجير المساجد في صنعاء والاغتيالات والتي تمت للتخلص من الجناح العقلاني الموالي للحوثثين بعد اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين والدكتور المتوكل والمحضوري والخيواني والتي استغلتها المليشيا الحوثية من خلال التخلص من المعارضين لها داخل صفوفها وتحميل الآخر المسؤولية لكسب التأييد الشعبي ويظهر ذلك بعد تمييع المليشيا الحوثية لعملية التحقيقات في هذه الجرائم واختفاء المتهمين الذين اتهمت المليشيا الحوثية بالوقوف وراء ذلك وهو ما يكشف عن العلاقة بين الإرهاب والمليشيا الحوثية .
استطاعت المليشيا الحوثية من خلال التعاون مع جماعات في القاعدة من التنسيق المشترك من خلال يام المليشيا الحوثية إطلاق عددا من السجناء في التنظيمات الإرهابية مقابل قيام الأخيرة بتنفيذ عمليات إرهابية لكسب التأييد الدولي والذي دفع بالولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة بالطائرات بدون طيار في ضرب مواقع وتحصينات للمقاومة الوطنية وتوسع المليشيا الحوثية حتى استطاعت إسقاط محافظة البيضاء وكذلك الحال بعد قيام جماعات إرهابية باستهداف الجنود اليمنيين في حضرموت وتسليم المليشيا الحوثية غالبية المحافظات الجنوبية واجزاء واسعة من المناطق الشرفية لكن المقاومة الوطنية استطاعت إعادتها .
ومن خلال هذه التحليل نستطيع القول أن الحوثيين هم من يقفوا وراء العمليات الإرهابية في اليمن والتي تسببت في انهيار النظام اليمني وتدهور الاقتصاد اليمني مختتمين التحليل هذا بتأكيد فرضية أحد القيادات العسكرية اليمنية السابقة والتي ارجع فيها اعلانات المليشيا الحوثية الكاذبة بإحباط عمليات إرهابية بالتمهيد لارتكاب عمليات إرهابية لتفريق المظاهرات التي يدعوا لها الشباب اليمني في الخروج ضد المليشيا .