رجحت مجموعة الأزمات الدولية، اليوم الأربعاء، بأن خسارة مأرب، آخر معقل لحكومة هادي في الشمال، تنذر بالزوال السياسي لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.
وتوقعت المجموعة في تقرير جديد بعنون “10 صراعات تستحق المشاهدة في عام 2022“ بأن تزداد الحرب المدمرة في اليمن سوءً، خصوصا مع محاصرة مليشيا الحوثي لمحافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، بعد أن تقدمت إليها.
وأكدت أن معركة مدينة مأرب ستكون مميتة وستطيل أمد الحرب بدلاً من إنهائها.
وأوصت المبعوث الأممي، بمضاعفة جهوده لتجنب هجوم على مأرب. مع الضغط من أجل نهج لصنع السلام يتجاوز المحادثات بين حكومة هادي وداعميها السعوديين، وبين الحوثيين.
و أوضحت بأن حرب اليمن هي صراع متعدد الأطراف، وليست صراعا ثنائيا على السلطة. وأن أي أمل في التوصل إلى تسوية حقيقية يتطلب مقاعد أكثر على الطاولة.
و أشارت إلى أنه مع تلاشي حرب اليمن من عناوين الأخبار في عام 2021، الا أنها لا تزال مدمرة ويمكن أن تتأهب لتزداد سوءً.
وقالت: منذ فترة طويلة لم يتم التقليل من شأن الحوثيين كقوة عسكرية، ويبدو أنهم يديرون حملة رشيقة ومتطورة متعددة الجبهات. كما يقرنون الهجمات بالتواصل لتخفيف مقاومة زعماء القبائل المحليين.
واضافت: “الحوثيين الآن يسيطرون على محافظة البيضاء المجاورة لمأرب. وقد شقوا طريقهم في شبوة، أقصى الشرق، وبالتالي قطعوا خطوط الإمداد عن مأرب. من محافظة مأرب نفسها. ولا تزال المدينة الرئيسية والمنشآت الهيدروكربونية (النفطية) القريبة في أيدي حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.
وتابعت: “إذا سقطت هذه المواقع، فسيكون ذلك بمثابة تغيير جذري في الحرب. وسيحقق الحوثيون انتصارا اقتصاديا وعسكريا. مع النفط والغاز في مأرب، سيتمكن الحوثيون من خفض أسعار الوقود والكهرباء في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وبالتالي تعزيز صورتهم كسلطة حاكمة تستحق الشرعية الدولية.
ولفتت إلى أحاديث بعض اليمنيين، ممن قالت إنهم متحالفين مع هادي اسميا بشأن استبداله بمجلس رئاسي. لكنها نوهت بان ذلك “من شأن أن يقوض المكانة الدولية للحكومة، ومن المرجح أن يعزز مقاومة الحوثيين لمحادثات السلام”.
وشددت على أن أي تسوية حقيقية للصراع المتعدد الأطراف في اليمن، يتطلب مقاعد أكثر على طاولة المفاوضات.
وأردفت: أي شخص يأمل في أن ينذر انتصار الحوثيين بنهاية الحرب، يعتمد على وهم. ففي جنوب اليمن، ستواصل الفصائل المناهضة للحوثيين خارج تحالف هادي القتال. كما أنه من المرجح أن يواصل الحوثيون، الذين يرون الحرب على أنها تأليب قواتهم المحلية، ضد المملكة العربية السعودية المجاورة -التي تدعم هادي بالقوة الجوية- الهجمات العابرة للحدود.
وقالت: يحتاج مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الذي تولى دوره على رأس جهود صنع السلام الدولية في سبتمبر الماضي، إلى القيام بأمرين في وقت واحد.
وأضافت: أولاً ، يجب أن يسعى (المبعوث الأممي) إلى تجنب معركة في مدينة مأرب، دون القبول بالضرورة، مقترحات الحوثيين والضغط من أجل عرض حكومي مضاد يعكس حقيقة توازن القوى اليوم. كما تحتاج الأمم المتحدة أيضا إلى نهج جديد لصنع السلام يتجاوز المحادثات بين الطرفين- الحوثيين من جهة وحكومة هادي وداعميها السعوديين من جهة أخرى. فحرب اليمن هي صراع متعدد الأطراف، وليست صراعا ثنائيا على السلطة. وأي أمل في التوصل إلى تسوية حقيقية يتطلب مقاعد أكثر على الطاولة.
وسبق أن حذرت المجموعة مطلع ديسمبر الجاري، في تقريرها الشهري، حول تتبع الصراع، من تمكن الحوثيين من مهاجمة مدينة مأرب أو فرض حصار عليها.
وقالت، إن سيطرة الحوثيين في الثاني من نوفمبر، على مديريتي الجوبة وجبل مراد. وإعلانهم نهاية نوفمبر، حصار مدينة مأرب من الجنوب الشرقي، ومن الجوبة في الجنوب، ومن صرواح في الغرب، ومدغل في الشمال الغربي، وابتعادهم عن المدينة 20 كيلومترا. يرفع من احتمالية شن هجوم وشيك أو حصار على مأرب.