حققت مليشيا الحوثي الانقلابية خلال الـ 48 ساعة الماضية تقدماً نوعياً في محافظة الجوف شمال اليمن، عقب هجمات عنيفة بدأت بشنها الأسبوع الماضي بعد هدوء دام لأشهر في مختلف جبهات المحافظة الحدودية.
وجاءت هجمات مليشيا الحوثي في محافظة الجوف بالتزامن مع تكثيفها هجماتها بشكل مستميت على محافظة مأرب في محاولة منها للصول إلى مركز المحافظة عقب سيطرتها على كافة المديريات الجنوبية المحافظة بعد أشهر من سيطرتها على المديريات الغربية.
ويرى مراقبون أن هجمات مليشيا الحوثي على منطقة اليتمة بمديرية خب والشعف شمال محافظة الجوف، تهدف إلى إرباك قوات الجيش في محافظة مأرب بعد نقل عدة ألوية ووحدات عسكرية من المنطقة السادسة إلى الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب بحسب المشهد اليمني .
وأوضحوا أن مليشيا الحوثي ترى في نقل وحدات عسكرية من الجوف إلى مأرب يتيح لها فرصة التقدم في الجوف، وفي ذات الوقت يربك قوات الجيش في مأرب ويقلق التحالف ذلك التقدم في تلك المحافظة الحدودية مع السعودية.
وأضافوا أن مليشيا الحوثي الانقلابية تحاول من خلال ذلك التقدم رفع معنويات أتباعها بعد الخسائر الكبيرة التي تتكبدها في مارب دون تحقيق أي تقدم يذكر، ومن خلال ذلك التقدم سيكون له زخم إعلامي كبير تستطيع من خلاله حشد مئات المقاتلين إلى جبهات مأرب.
وأشاروا إلى أن تقدم مليشيا الحوثي في الجوف وسيطرتها على سوق اليتمة ومعسكرات الجيش هناك والطريق الاسفلتي المؤدي إلى منفذ الخضراء والذي يمر عبر سوق اليتمة، لا توجد له أهمية استراتيجية بقدر السيطرة على موقع واحد في مأرب أو التقدم 100 متر باتجاه مركز محافظة مأرب.
ويرون أن تقدم مليشيا الحوثي في الجوف لا يحقق لها أي أهمية في جبهات مأرب ولا يؤثر على سير المعارك في مختلف جبهات المحافظة لكون اليتمة منطقة بعيدة جداً عن محافظة مأرب وليست حدودية معها، فجبهات العلم والحزم ورغوان ومجزر هي جبهات ممتدة بين مأرب والجوف وهي الأقرب إلى مأرب والأكثر خطورة من جهة الشمال الغربي، أما بالنسبة لليتمة والتقدم فيها فلا يعني لجبهات مأرب شيء كما يرون.
ويعتبرون أن أي تقدم تحققه مليشيا الحوثي في أي محافظة أخرى غير مأرب، الهدف منه رفع معنويات أتباعها وإرباك وتشتيت جهود قوات الجيش والتحالف العربي، ولا توجد له أي أهمية أو ضرر ميداني على جبهات مأرب أو في سير معاركها، كما يعتبرون أن التقدم الاستراتيجي الحقيقي هو أي تقدم تحققه المليشيا في جبهات مأرب وما دون ذلك لا يساوي شيء حتى المليشيا ترى بأن أي تقدم تحققه في أي محافظة لا يعني بالنسبة لها في ظل عجزها عن الوصول إلى مركز محافظة مأرب وإسقاطه وترى بأن بقاء مأرب خارج سيطرتها يهددها وجودها وقلق تسعى إلى التخلص منه لتضمن بقائها في صنعاء وقدرتها على السيطرة على كل اليمن.
وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية تمكنت أمس الجمعة من السيطرة على سوق اليتمة عقب سيطرتها على سلسلة جبال العرفا مساء الخميس، واليوم السبت تتحدث أنباء عن سيطرتها على معسكر الخنجر بالجوف.
