كشف جهاز استخبارات دولة عربية، عن إبرام الإمارات العربية المتحدة وإيران، اتفاقية سرية خطيرة بشأن الحرب في اليمن.
وقال مصدر في الاستخبارات، في تسريبات لصحفي مصري مشهور، أن الإمارات اتفقت مع إيران على استهداف الحكومة الشرعية في اليمن وقواتها، في المرحلة الأولى، يليها في المرحلة الثانية الحد من تسليح التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للأمارات، وفي مقدمتها قوات المجلس الانتقالي وقوات طارق محمد عبد الله صالح، وسحبها من مناطق المواجهة مع قوات الحوثيين.
وأضاف المصدر، أن الاتفاقية تضمنت بنود عدة، عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية، تصب في مجملها لصالح طهران وأبو ظبي وجماعة الحوثي، وتهدد الملاحة البحرية السعودية والمصرية بدرجة رئيسية، ومصالحهما في المنطقة بأكملها.
وأكد أن انسحاب التشكيلات المسلحة الموالية للأمارات من مدينة الحديدة ومناطق أخرى في الساحل الغربي اليمني، جاء تنفيذا لما تم الاتفاق عليه بين إيران والإمارات.
وفيما يتعلق بإندلاع المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية لأبو ظبي في عدة جبهات في الساحل الغربي، عقب انسحاب الأخيرة، أفادت التسريبات بأن الغرض منها التمويه على السعودية، بعد أن كانت وسائل إعلام حكومية في المملكة قد وجهت اتهامات غير مباشرة، للأمارات بالوقوف وراء الانسحابات من الحديدة، وتوجيه طعنة غادرة في ظهر السعودية.
وأوضحت بأن المعارك في الساحل الغربي لليمن، توقفت تماما منذ عدة أيام، وأن ما يقال عن تقدمات هنالك مجرد شائعات تروج لها مطابخ إعلامية محسوبة على أبو ظبي.
ولفتت إلى أن التهديد الذي أطلقه الحوثيون، بضرب الإمارات، خلال اندلاع المعارك بينهم وبين القوات المستركة، كان الهدف من ورائه تبرئة ساحة الإمارات أمام السعودية، من دعم الحوثيين، وبالتالي إفساح المجال أمامها لتوقف تحركات القوات الموالية لها.
وكشفت التسريبات التي حصل عليها "خليجي نيوز" من مصادر خاصة، أن شقيق محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني الإماراتي وأحد الشخصيات البارزة في مجال الأمن والتجارة، كان مهندس الاتفاقية التي توصلت إليها بلاده وإيران بشأن الحرب في اليمن.
يذكر أن العديد من المسؤولين الإماراتيين، قاموا بعدة زيارات إلى طهران خلال السنوات الماضية، أعلن في بعضها عن التوصل الى اتفقيات تعاون اقتصادي بين البلدين، دون الكشف عن أي تفاصيل اخرى.
وقبل أيام قليلة، التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، في طهران، مرحبا بتعزيز العلاقات مع الإمارات.
من جهته قال مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد، خلال الزيارة، إن تطوير العلاقات الحميمة والأخوية مع طهران من أهم أولويات أبو ظبي.
وتلعب الإمارات دورا مهما في التجارة الخارجية لإيران، لأسباب مختلفة، منها القرب الجغرافي، والعلاقات التجارية التاريخية، ووجود عدد كبير من الشركات الإيرانية في الامارات، التي تحظى بإمتيزات خاصة في عبور البضائع من وإلى إيران عبر مختلف المنافذ البحرية والبرية والجوية في دولة الإمارات.
والملاحظ منذ بداية الحرب في اليمن عدم شن الحوثيين اي هجوم على الإمارات، باستثناء صاروخ أو صاروخين، في بداية الحرب، استهدفا أطراف أحد المطارات الإماراتية، دون أن يحدثا أي خسائر تذكر، وكان الغرض من ذلك توريط السعودية أكثر في حرب اليمن.
ورغم علم السعودية امتلاك الحوثيين لاسلحة قادرة على الوصول للإمارات، وكذا وقوف الأخيرة وراء أضعاف الحكومة اليمنية الشرعية واستهدافها لقواتها عدة مرات بغارات جوية وعبر التشكيلات المسلحة التي أنشأتها أبو ظبي في محافظات اليمن الجنوبية، إلا أن الرياض ما زالت تدير سياستها مع أبو ظبي كحليف استراتيجي في الحرب باليمن .