أصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقدس والضفة الغربية بعد أن منعت آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة وأغلقت كل الطرق المؤدية إليه وأعلنت البلدة القديمة منطقة عسكرية مغلقة.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز على الفلسطينيين عند حاجز قلنديا مما أدى إلى إصابة أكثر من 15 فلسطينيا بالرصاص أو بالاختناق.
وشهد الحاجز الذي يفصل القدس عن رام الله مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين غاضبين توافدوا لتأدية صلاة الجمعة والتضامن مع المقدسيين المرابطين في ضواحي المسجد الأقصى.
وقد عززت قوات الاحتلال انتشارها عند الحاجز ودفعت بتعزيزات عسكرية جديدة لمنع الفلسطينيين من الدخول إلى القدس.
كما اندلعت مواجهات في منطقة باب المجلس في داخل البلدة القديمة بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. وشهد شارع الزهراء في القدس الشرقية مواجهات مشابهة بين الشبان وقوات الشرطة الإسرائيلية.
وفي حي رأس العامود أطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت والغازات المدمعة باتجاه الفلسطينيين. وقال أحد شهود العيان لوكالة الأناضول "لاحق عشرات عناصر الشرطة الإسرائيلية الشبان الذي ردوا برشق هذه القوات بالحجارة وترديد هتاف الله أكبر".
وفي شارع صلاح الدين هاجمت الشرطة الإسرائيلية بقنابل الصوت وخراطيم المياه المئات من الفلسطينيين بعد انتهاء صلاة الجمعة. وسار الشبان في الشارع وهم يرددون "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، و"لن تهزم أمة قائدها محمد" قبل أن يهاجمهم عناصر الشرطة.
وأفاد مراسلو الجزيرة المنتشرون في القدس أن المواطنين توافدوا إلى محيط بوابات الأقصى، ولا سيما عند باب الاسباط ومنطقة وادي الجوز، وباب المجلس وباب الخليل وباقي المناطق حيث أصر المقدسيون على الصلاة في الشوارع ورفض البوابات الإلكترونية وسط اعتداءات من شرطة الاحتلال على المصلين المتجمهرين عند كثير من الحواجز.
وفي الضفة الغربية، أصيب عشرات الفلسطينيين في مواجهات اندلعت بمناطق رام الله وبيت لحم والخليل بعد مشاركة الآلاف في صلوات جمعة بالشوارع نصرة للمسجد الأقصى. وقامت قوات الاحتلال برش المياه العادمة على المصلين في بيت لحم.
وكانت قوات الاحتلال قد نشرت قوات معززة من الشرطة وشرطة حرس الحدود مع التركيز على غلاف القدس والبلدة القديمة والمسجد الأقصى. كما عززت قواتها في الضفة الغربية ونقاط التماس مع الفلسطينيين بخمس كتائب. ومنعت قوات الاحتلال منذ فجر اليوم الجمعة العشرات من الحافلات التي تقل مصلين من داخل الخط الأخضر (أراضي 48) من الوصول إلى مدينة القدس.
نفير واجتماعات
وكانت المرجعيات الإسلامية في القدس دعت إلى إغلاق المساجد الفرعية في القدس الشرقية كي تكون صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى فقط.
وتحت شعار "اغضب للأقصى"، دعت فعاليات شعبية سياسية ودينية الفلسطينيين في جميع الأراضي الفلسطينية وداخل الخط الأخضر لإغلاق المساجد في مدنهم وقراهم وأداء صلاة الجمعة في المناطق القريبة من نقاط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلية نصرة للمسجد الأقصى المبارك والاحتجاج على سياسات الاحتلال بحق المسجد الأقصى.
كما دعت الفصائل الفلسطينية الشعب الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى واقتحام البوابات والمرابطة داخله للتأكيد على الحق الثابت في القدس والأقصى.
وقد طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس واشنطن بالتدخل العاجل لإلزام إسرائيل بالتراجع عن خطواتها في المسجد الأقصى. ودعا عباس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح لاجتماع عاجـل اليوم.
من جانبه قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن الهدف من يوم النفير في داخل فلسطين وخارجها هو الرفض وبشكل قاطع كل الإجراءات والسياسيات والمخططات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى.
وأكد هنية -في خطبة الجمعة- أن مخططات الاحتلال الاسرائيلي ستبوء بالفشل وأن الشعب الفلسطيني سيحبط أي مشروع لتهويد القدس والمسجد الأقصى.
ودعا هنية لاجتماع عاجل للاتفاق على إستراتيجية المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الرامية للاستيلاء المسجد الأقصى.
وحذر الدول العربية من خطورة التطبيع والاعتراف بإسرائيل ورفض ما يسمى بصفقة القرن أو المصالحة التاريخية العربية مع إسرائيل، مطالبا الدول العربية والإسلامية بعدم خذلان القدس وتحمل مسؤولياتهم وواجباتهم من أجل التصدي لمخططات إسرائيل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها