الاربعاء5يوليو2017
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
الأخوة والأخوات أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي
الحاضرون جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شكل إعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بتاريخ 11 مايو 2017م أهمية كبيرة وتحولاً تاريخياً في مسيرة ثورة شعب الجنوب وكفاحه المستمر طيلة الثلاثة والعشرين السنة الماضية وحتى اللحظة، بوصفه استحقاقاً وطنياً ونضالياً ومتطلباً عملياً لانتصار تلك الثورة وتحقيق أهدافها في الحل لمعالجة قضيتها التي تعبر عنها الإرادة الجمعية لشعب الجنوب الثائر.
وفي سبيل إنجاز ذلك الاستحقاق الوطني والمفترض العملي بذلت الجهود طيلة العشر السنوات الماضية من عمر الثورة ولكن حالت ظروف وأسباب عديدة وظفتها واستغلتها أجندات عدة لإفشال تلك الجهود الحثيثة، بهدف إبقاء الجنوب وثورته في حالة شتات وتمزق يسهل من خلاله احتواء ثورته وتمييع حلول قضيته العادلة وتمرير حلول منقوصة لها تلبي أطماع مراكز قوى صنعاء في استمرار احتلالها ونهبها للجنوب أرضاً وإنساناً عبر تمثيل صوري للجنوب تختلقه تلك القوى لتمرير صفقات الحلول المجتزأة تلك، وإذا كان قد نجح مخطط الاحتواء والتضليل هذا في تغييب قضية شعب الجنوب عن الحضور الفاعل والاهتمام الكافي لدى دوائر صنع القرار الإقليمية والعربية والدولية والأممية بل وحتى على صعيد التناول الإعلامي والمهني، فغابت وغيبت – بسبب ذلك – قضية شعب الجنوب عن المبادرات والجهود الإقليمية والدولية لحل مشكلات اليمن طيلة السنوات الماضية، إلا أنه رغم ذلك لم ينجح ذلك المخطط في احتواء ثورة شعب الجنوب وإجهاض قضيته العادلة، بل زادها زخماً وانتشاراً شعبياً في حين اتجهت مراكز قوى صنعاء المتصارعة على السلطة نحو النكث بالمبادرات الإقليمية والأممية والتسويات التي وقعت عليها وصولاً إلى الانقلاب على الرئيس الانتقالي الذي توافقت عليه ووضعه تحت رهن الاعتقال الجبري بمسكن عائلته الشخصي بصنعاء بينما اتجهت تلك الأطراف المتصارعة للتحاور في فندق موفمبيك بصنعاء حول ترتيب وضع السلطة وتقاسمها فيما بينها في مرحلة ما بعد رئيسها التوافقي المنقلب عليه قبل أن يتمكن من الفرار خلسة إلى عاصمة الجنوب عدن ليجد شعبه الجنوبي متضامناً معه في مواجهة عنجهية وطغيان قوى صنعاء الانقلابية التي خلق لديها ذلك التضامن والإسناد الشعبي الجنوبي لأبناء الجنوب المطاردين من صنعاء، خوفاً وقلقاً من انفراط الجنوب من تحت احتلالها المستبد الواقع عليه منذ اجتياحه بحرب صيف 1994م فبادرت إلى الدفع بمليشياتها المسلحة صوب الجنوب لتأمين سيطرة قواتها السابقة عليه وفي مواجهة ذلك الغزو المتجدد وقف شعب الجنوب وحيداً بعد انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية والإدارية المحسوبة على الرئيس هادي خلال الساعات الأولى من المواجهة قبل أن يأتي المدد العربي بعاصفة الحزم العربية المباركة لتسند شعب الجنوب وتخوض معه ملاحم الدفاع عن الأرض والعرض وأمن ومصالح الأمة في مواجهة خطر المشروع الإيراني التوسعي التي صارت قوى صنعاء الانقلابية أداة منفذة له، وبصمود وبسالة شعب الجنوب والدعم والإسناد العربي اندحرت قوات الغزو والاحتلال عن أرض الجنوب وانكسر المشروع الإيراني في المنطقة في الوقت الذي عجزت المقاومة في الشمال عن تحقيق أية انتصارات حاسمة في مواجهة ذلك المشروع وأدواته (حلف صالح/الحوثي) رغم المدد والدعم العربي الضخم لتلك المقاومة ومرور قرابة السنتين والنصف منذ بدء الحرب وحتى اللحظة، هذه المعطيات والحقائق الواقعية المدركة للجميع، جعلت دول التحالف العربي والعالم تطلع عن قرب على وضع شعب الجنوب المأساوي وحقائق ومعطيات جوهر قضيته الوطنية العادلة والمشروعة مع قوى صنعاء المستبدة عليه منذ حرب العدوان الأول عليه بصيف1994م وتكتشف مدى إصرار وعزيمة شعب الجنوب على الخلاص من ذلك الاحتلال والطغيان والاستبداد واستعادة سيادته الكاملة على كامل تراب الوطن بحدوده الدولية المتعارف عليها قبل 22 مايو 1990م وهو ما جسده استبساله وقوة إرادته في مواجهة قوات غزو واحتلال صنعاء في الحرب الدائرة معها منذ مطلع 2015م وحتى اللحظة.
هذا الإدراك العربي والدولي لتلك الحقائق والمعطيات الواقعية على وضع الجنوب وقضيته بعيداً عن تزييف وتضليل قوى صنعاء المستبدة طيلة السنوات الماضية، وما ترتب على ذلك الإدراك من تعاطي إيجابي مع الجنوب وقوى ورموز ثورته من قبل دول التحالف العربي والعالم، جعل مراكز قوى صنعاء المتصارعة على السلطة سواءً الانقلابية المسيطرة على صنعاء حالياً أو المتدثرة تحت عباءة شرعية نظام هادي المنقلب عليه، تشعر بخطر انفراط الجنوب من تحت احتلالها وسيطرتها وفقدان منظومة فسادها ومصالحها غير المشروعة في الجنوب، فاتجهت جميعها صوب خلط الأوراق وإرباك المشهد في محافظات الجنوب المحررة وتعطيل وإعاقة جهود التحالف العربي والسلطات المحلية فيها من تطبيع أوضاعها الأمنية والخدمية والاقتصادية، مستخدمة في ذلك جميع الوسائل المتاحة لديها ومنها تحريك خلاياها التخريبية والجماعات الإرهابية التي لديها تاريخ عريق في توظيفها واستغلالها بصورة مباشرة وغير مباشرة في خدمة أهدافها الخاصة خلال جميع المراحل السابقة خصوصاً في مواجهة الجنوب منذ ما قبل الوحدة وعقبها مروراً بحرب اجتياح الجنوب 1994م وانتهاءً بالحرب الدائرة حالياً وهذا ما بات مدركاً ومحسوساً لدى الجميع اليوم وما تداعيات الموقف العربي والدولي تجاه النظام القطري وجماعة الإخوان المسلمين في الوقت الراهن، إلا إحدى تجليات تلك الشواهد والحقائق الواقعية.
الأخوة والأخوات الأجلاء:
لقد بات اليوم جلياً توجه قوى صنعاء المتصارعة على السلطة جميعها (المتدثرة بالمشروع الإيراني المسيطرة على صنعاء ومحافظات الشمال، والمتدثرة بالمشروع الإخواني المتحكمة بقرارات الحكومة الانتقالية المنقلب عليها) صوب خلط الأوراق وإشاعة الفوضى في مح
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها