كشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن وثيقة المبادئ والسياسات العامة لها، ومن بين أبرز بنودها قبول الحركة بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 دون التنازل عن كامل فلسطين.
وقال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل خلال مؤتمر صحفي في الدوحة مساء الاثنين إن الوثيقة تقدم نموذجا لانفتاح حماس على التعامل مع الواقع دون الإخلال بالثوابت.
وتمسكت حماس بعدم الاعتراف "بشرعية الكيان الصهيوني"، وبعدم "التنازل عن أي جزء من أرض فلسطين مهما كانت الأسباب والظروف والضغوط، ومهما طال الاحتلال"، لكنها اعتبرت أن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 "صيغة توافقية وطنية مشتركة".
وقالت الوثيقة إن "مقاومة الاحتلال بالوسائل والأساليب كافة حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، وفي القلب منها المقاومة المسلحة التي تعد الخيار الإستراتيجي لحماية الثوابت واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني".
صراع مع الاحتلال
وأكدت الحركة رفضها لكل "المشروعات والمحاولات الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، بما في ذلك محاولات توطينهم خارج فلسطين ومشروعات الوطن البديل".
ووصفت الحركة إسرائيل بأنها أداة لمشروع صهيوني "عنصري، عدواني، إحلالي، توسعي قائم على اغتصاب حقوق الآخرين ومعادة للشعب الفلسطيني وتطلعاته في الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير".
وأكدت حماس في وثيقة المبادئ أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعا مع اليهود بسبب ديانتهم وإنما صراع ضد الصهاينة المحتلين المعتدين.
وعبرت الحركة عن رفضها اتفاقات أوسلو وملحقاتها "لأنها تخالف قواعد القانون الدولي ورتبت التزامات تخالف حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف"، كما أكدت رفض جميع الاتفاقات والمبادرات ومشروعات التسوية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني أو المساس بالمقاومة وسلاحها.
وأكدت أن منظمة التحرير الفلسطينية "إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية"، وقالت إن "دور السلطة الفلسطينية يجب أن يكون في خدمة الشعب الفلسطيني وحماية أمنه وحقوقه ومشروعه الوطني"، كما أصرت على ضرورة استقلالية القرار الوطني الفلسطيني وعدم ارتهانه لجهات خارجية.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الخارجية أكدت حماس أنها تؤمن "بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما ترفض الدخول في النزاعات والصراعات بينها".
تطور حماس
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن الوثيقة جاءت انعكاسا لتطور مواقف حماس وأفكارها السياسية، وأكد أن العمل على الوثيقة انطلق عقب آخر انتخابات لقيادة الحركة منذ أربع سنوات.
وأشار إلى أن إصدار الوثيقة جاء بعد التوافق والتراضي عليها داخل صفوف الحركة، وأكد أن الحركة حرصت على الصياغة السليمة للوثيقة، وأن تكون مضبوطة وفقا للقانون الدولي، وأن الوثيقة ستكون مرجعا للأداء السياسي لحماس في المرحلة المقبلة.
وأكد مشعل أن الحركة متمسكة بعدم التفاوض مع إسرائيل بشكل مباشر، غير أنه أكد أن التفاوض ليس هدفا بحد ذاته، خاصة إن كان في ظل خطط إسرائيل لاستغلال المفاوضات لخداع العالم واستنزاف الطرف الفلسطيني.
وانتقد مشعل الارتهان إلى مفاوضات على ملفات بأسقف وضعتها إسرائيل، وأكد أن إسرائيل لن تغير مواقفها إن تم التماهي معها.
وبخصوص علاقة حماس مع جماعة الإخوان المسلمين، أكد مشعل أن حماس جزء من المدرسة الإخوانية فكريا، لكنها تنظيم فلسطيني مستقل قائم بذاته ويستند في قراراته إلى قياداته وليس تابعا لأي تنظيم هنا أو هناك.
وتعرف الوثيقة -التي تتكون من 42 بندا- حماس بأنها حركة تحرر ومقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها