ندد عدد من دول العالم بهجوم الأسلحة الكيميائية الذي شنته طائرات النظام السوري على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، بينما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الثلاثاء إن الهجوم كيميائي جوي، في إشارة إلى أن القصف مصدره قوات النظام السوري التي نفت ذلك.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن واشنطن تقف إلى جانب حلفائها عبر العالم لإدانة الهجوم على مدينة خان شيخون بريف إدلب الذي لا يمكن التسامح بشأنه، ولا يمكن للعالم المتحضر أن يتجاهله.
وأشار ترمب -حسب بيان للبيت الأبيض- إلى أن ما دعاها الأعمال الشائنة من قبل نظام بشار الأسد هي نتاجٌ لضعفِ وتردد إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقال ترمب إن أوباما وضع خطا أحمر ضد استعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا، لكنه لم يفعل شيئا.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الهجوم الكيميائي في سوريا يـُظهر كيف يتصرف الأسد بوحشية ومن دون خجل.
وأضاف أن على روسيا وإيران أن تستخدما نفوذهما على النظام السوري لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات المروعة.
كيميائي جوي
من جهته قال دي ميستورا الثلاثاء إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا للكشف عن الجهة التي شنت هذا "الهجوم المروع".
وردا على سؤال صحفي بشأن الجهة التي شنت الهجوم، أجاب دي ميستورا "لا نملك أدلة صريحة حاليا.. لكن نعلم أن هذا الهجوم تم تنفيذه عن طريق الجو.. سنجري محاكاة فنية حول ما حدث من أجل التأكد. ما نعلمه هو الرعب بين الضحايا.. المشاهد التي شاهدناها توضح كل شيء".
تصريحات دي ميستورا جاءت عقب لقاء جمعه مع ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للأمن والسياسة الخارجية فيدريكا موغيريني على هامش التحضيرات لعقد مؤتمر حول سوريا في بروكسل الأربعاء.
من جهتها، وصفت موغيريني الهجوم الكيميائي في إدلب بـ"المروع"، مشددة على أنه "ينبغي محاسبة المسؤولين عن ذلك أيا كانوا، فلا حصانة لأحد تجاه ما حدث اليوم". وأضافت أن "كل نظام لديه مسؤولية الدفاع عن شعبه، وهذا ينطبق على جميع الأوضاع وفقا للقوانين الدولية".
كما أدان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم بشدة، وقال في بيان إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد سينفي كعادته مسؤوليته عن الهجوم مثلما فعل بعد هجومه على الغوطة عام 2013، وحمل حلفاء الأسد المسؤولية السياسية والأخلاقية لما يقوم به.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت أن "المعلومات الأولية تشير إلى عدد كبير من القتلى بينهم أطفال"، موضحا أنه "طلب الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي".
من جهتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "لا يمكن أن ندع هذه المعاناة تستمر"، مضيفة أنه إذا ثبت أن هذا القصف قامت به دمشق "فسيكون دليلا إضافيا على همجية النظام السوري".
وتابعت "لا يمكن أن يكون هناك مستقبل للأسد في سوريا مستقرة تمثل جميع السوريين".
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن الأسد سيكون مذنبا بجريمة حرب إذا ما ثبت أن نظامه مسؤول عن الهجوم.
وأضاف "قصف مواطنيك المدنيين بأسلحة كيميائية هو دون أدنى شك جريمة حرب ويتعين أن يحاسبوا عليها".
من جانبه، قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابرييل إنه "إذا ثبت استخدام الأسد الغازات السامة مرة أخرى فهذه جريمة حرب".
وعبّرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها الشديد" بعد الهجوم ، وقالت في بيان إنها "قلقة جدا إثر الهجوم المفترض بالأسلحة الكيميائية الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام صباح الثلاثاء في خان شيخون، وأكدت أنها "تجمع وتحلل معلومات من كل المصادر المتوافرة".
تنديد تركي
كما ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم "الكيميائي" في خان شيخون، واعتبره "غير إنساني"، محذرا من أنه يمكن أن يهدد محادثات استانا للسلام في سوريا.
وأدان بيان صادر عن الخارجية التركية الهجوم على خان شيخون، واعتبر أن ما ورد من صور ومعلومات من هناك يشير إلى انتهاك لقرارات مجلس الأمن 2118 و2209 والاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية.
في المقابل أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها "لم تشن أي غارة في منطقة بلدة خان شيخون".
كما نفت قوات النظام السوري في بيان "نفيا قاطعا استخدام أي مواد كيميائية أو سامة في بلدة خان شيخون"، مؤكدة أن "القوات المسلحة لم ولن تستخدمها في أي مكان أو زمان لا سابقا ولا مستقبلا".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها