تتوالى هزائم مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية أمام قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية، المسنودة بالتحالف العربي لدعم الشرعية.
ومع هذه الهزائم تحاول إيران إنقاذ مشروعها في اليمن بكل الوسائل الممكنة، إحدى هذه الوسائل الدفع بعناصر من مليشيا الحشد الشيعي العراقي، خصوصاً بعد انحسار المعارك في العراق، ونظراً للقوة التي تمتلكها هذ المليشيات الموالية لإيران، حيث يبلغ قوامها نحو 140 ألف عنصر، موزعين على أكثر من 54 مليشيا طائفية يشكلون مليشيا الحشد الشعبي، وفقاً لتقارير إعلامية.
وما يعزز هذا الخيار تهديدات أوس الخفاجي، زعيم مليشيا ما تعرف بـ"أبو الفضل العباس"، للسفن الحربية الأمريكية في باب المندب قبالة السواحل اليمنية، متوعداً الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأن "المقاومة قادمة نحو أمريكا" بحسب تعبيره.
-تصريحات سابقة
لم يكن تصريح الخفاجي هو الأول فقد سبقه تصريحان؛ الأول للناطق الرسمي باسم مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، فالح حسن، في أبريل/نيسان عام 2015، قال فيه إن الفصائل الشيعية في العراق مستعدة لتقديم كل الدعم للحوثيين في اليمن، إذا ما طلب منها ذلك.
أما التصريح الثاني فكان في أغسطس/آب للقيادي في مليشيا الحشد الشعبي، أبو عزرائيل، خلال لقائه بوفد الحوثيين داخل بغداد، عبر تسجيل مصور مخاطباً فيه السعودية: إن "كتائب الإمام علي والحوثي قادمون إليكم من الجهة الجنوبية عبر اليمن".
عدنان هاشم، الباحث اليمني المتخصص في الشؤون الإيرانية، يرى أنه من الصعب على إيران إرسال مقاتلين عراقيين أو من أي جنسية أخرى إلى اليمن بالطريقة التي يمكن تصورها؛ لثلاثة أسباب الأول يتمثل في البعد الجغرافي بين العراق واليمن.
وأوضح لـ"الخليج أونلاين" أن "السبب الثاني أن المليشيا التابعة لإيران بمختلف جنسياتها تخوض معارك استنزاف في العراق وسوريا، ولا أعتقد أن بإمكانها إرسال مقاتلين إلى اليمن في ظل الحرب المستمرة هناك. والسبب الثالث هو الحظر الدولي الذي فرضه مجلس الأمن، والذي سيلاحظ ببساطة أي دخول لقوات بعدد لافت".
-إرسال خبراء
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" توقع هاشم أن تلجأ إيران إلى إرسال خبراء عراقيين ولبنانيين وحتى إيرانيين وأفغان إلى اليمن، مبيناً أن "دخول الخبراء أمر ممكن إما كناشطين على سبيل الإغاثة، كما حدث مع الفشل الإيراني بإدخال خبراء على متن سفينة الإغاثة التي لم يسمح لها التحالف بالوصول إلى اليمن في مايو/أيار2015".
ويوضح هاشم، الذي يرأس مركز "ساس للأبحاث ودراسة السياسات"، أن "الحوثيين يحتاجون إلى خبراء (تدريب عالي المستوى) فيما يتعلق بالحرب البحرية والبرية، إضافة إلى خبراء تصنيع وتطوير أسلحة بحرية وصواريخ بالستية، وهذا ما ينقص الجماعة".
ووفقاً لهاشم "فإن الخبراء الموجودين في اليمن ويعملون مع الحوثيين ينهارون تحت ضغط الأعمال، كما ينهارون تحت ضربات التحالف والخوف من الاستهداف، ولا يستطيعون التحرك إلا في إطار ضيق وجبهات محددة".
-سياق مختلف
الصحفي اليمني مارب الورد أوضح أن "تدخل إيران في سوريا كان لوجود حدود مشتركة لسوريا مع العراق ولبنان، حيث نفوذها القوي، أما بالنسبة لليمن فالأمر يختلف".
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين" يرى الورد أن "تهديد الخفاجي رسالة من طهران لإدارة ترامب؛ مفادها أن حلفاءنا، وهم مليشياتها في المنطقة، قادرون على استهداف المصالح الأمريكية وخاصة السفن والبوارج".
وتابع: "اختيار اليمن هو استغلال مقصود لعملية استهداف الحوثيين السفينة السعودية قرب ميناء الحديدة، بعد استهداف مماثل لسفن أمريكية وإماراتية استدعى رداً أمريكياً بإرسال المدمرة كول لباب المندب لحماية الملاحة، والتأكيد بأن أي تهديد سيواجه بحزم وردع".
وأضاف الورد: "طهران تعمدت الإيعاز لإحدى أدواتها، وهو قائد مليشيا عراقية، لترجمة تهديد مستشار المرشد علي خامنئي، والذي قال قبل ذلك بأن إيران سترد على أي تصعيد أمريكي بالتعاون مع حلفائها، وليس هناك من حلفاء بالمنطقة غير مليشياتها".
وحتى إن عجزت إيران عن إرسال مقاتلين من مليشياتها الطائفية متعددة الجنسيات، فإن لجوءها إلى إرسال خبراء لن يكون أمراً يحدث للمرة الأولى، فقد أرسلت من قبل خبراء من مليشيا حزب الله اللبناني، وهو ما كشفته قناة الإخبارية السعودية بالصوت والصورة، في فبراير/شباط من العام 2016.
كما أن معظم العناصر الحوثية تدربت في إيران والضاحية الجنوبية في لبنان، في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والإعلامية، ولخبراء حزب الله الدور الفقري بسبب اللغة المشتركة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها