هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السلطات الألمانية التي منعت تجمعات تؤيد التعديل الدستوري التركي، وردّ على انتقادات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الصحفي المعتقل بأنه "جاسوس" لألمانيا، وسط مساع لاحتواء التوتر المتصاعد بين البلدين.
وطالب أردوغان بمحاكمة المسؤولين الألمان الذين سمحوا للقيادي في حزب العمال الكردستاني جميل باييق بالحديث عبر الأقمار الصناعية إلى الأكراد في ألمانيا، في حين منعوه هو ووزيرين آخرين من الحديث إلى جماهير حزب العدالة والتنمية بألمانيا.
وكانت السلطات في مدينتي غاغنو وكولونيا منعت تنظيم تجمعين كان من المفترض أن يلقي خطابا في أحدهما وزير العدل التركي، وفي الثاني وزير الاقتصاد، وذلك لأسباب لوجستية، وفق السلطات الألمانية.
ودفعت هذه الخطوة وزير العدل التركي بكر بوزداغ إلى العدول عن زيارة ألمانيا، واستدعاء أنقرة للسفير الألماني لديها للاحتجاج.
يشار إلى أن الحكومة الألمانية تعرضت لانتقادات شديدة من المعارضة لموافقتها على انعقاد التجمع المؤيد لتوسيع صلاحيات أردوغان الذي يتهمه معارضوه بانتهاج "سياسة قمعية" خصوصا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وردا على انتقادات ألمانية صدرت حتى من المستشارة أنجيلا ميركل لتوقيف السلطات التركية الصحفي الألماني من أصل تركي دنيز يوجل، قال أردوغان إن هذا الصحفي "عميل ألماني" وعضو في جماعة كردية مسلحة متشددة.
وأضاف الرئيس التركي أن الصحفي اختبأ في سفارة ألمانيا بوصفه عضوا في حزب العمال الكردستاني وعميلا ألمانيا لمدة شهر، مشيرا إلى أن السلطات في السفارة رفضت تسليمه وحالت دون مثوله أمام القضاء التركي.
وذكر أنه قال لميركل "نحن نطلب إرهابييكم وتقولون إن القضاء محايد مستقل. نحن نثق في قضائنا المحايد والمستقل. سلموه ليتسنى محاكمته".
أما وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو فخاطب الألمان قائلا "ينبغي عليكم أن تنظروا إلينا كشركاء متساوين، تركيا ليست دولة تحت إمرتكم، لستم من الدرجة الأولى وتركيا ليست من الدرجة الثانية".
وأضاف "موقف ألمانيا لا يمت بصلة للديمقراطية ولحرية التعبير والاجتماع". واعتبر أن منع مثل هذه الفعاليات في السنوات الأخيرة مؤشر على ازدواجية المعايير التي "تطبقها ألمانيا والغرب بصفة عامة".
اجتماع ثنائي
ولاحتواء التوتر بين البلدين الذي شمل تبادل الانتقادات واستدعاء السفراء، قال مسؤول تركي إن وزيري خارجية البلدين توافقا خلال اتصال هاتفي الجمعة على أن يلتقيا الأربعاء المقبل.
يذكر أن أكثر من ثلاثة ملايين تركي يعيشون في ألمانيا، ويحق لنحو 1.4 مليون منهم التصويت في الاستفتاء على تعديل الدستور في بلادهم.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها