الأزمة اليمنية ما زالت بلا أفق للحل! بهذه الكلمات يمكن وصف المشهد الميداني والسياسي العام القائم الآن في اليمن على ضوء تواصل الحرب الدائرة هناك منذ نحو عامين، وفي المقابل انحسار مسار التسوية السياسية وفشل أممي في إنجاز اتفاق يلقى رضى الطرفين.
وفيما تستعد الإدارة الأمريكية الجديدة لطرح رؤيتها حول شكل الحل، أعلن السفير اليمني في واشنطن الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن الإدارة الأمريكية أبلغت الحكومة اليمنية بأنها حريصة على إيجاد حل سياسي في اليمن "لا يقود إلى مكافأة إيران، ولا على حساب أمن المنطقة، والخليج تحديدا" —حسب تعبيره.
السفير أضاف في كلامه أن الإدارة الأمريكية "أكدت أيضا حرصها على مزيد من التنسيق العسكري والتعاون مع التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن"، معتبراً بلاغ الإدارة الأمريكية للحكومة اليمنية" بأنه تغيير جوهري في خطاب الإدارة الأمريكية الجديدة عن السابقة".
وقد يكون في ثنايا كلام الإدارة الأمريكية ما يوحي باستعداد واشنطن للتدخل بشكل مباشر في اليمن، تعويضاً عن تعثر قوى التحالف العربي في فرض إرادتها في اليمن، بعد مرور نحو عامين على بدء الحرب التي لم تحسم حتى الآن لصالح أحد من الأطراف، والتي لم تؤد إلا إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين وشبه تدمير للبنى التحتية في البلاد، فضلاً عن المجاعة التي بدأت تمتد في مناطق مختلفه من البلاد بحكم الحصار المفروض هناك.
حلقة "بانوراما" حاورت حول هذه الموضوع السيد عاطف نعمان- السكرتير الصحفي لرئيس مجلس الشورى اليمني، الذي قال بأن حديث السفير اليمني وكلامه عن رغبة الإدارة الأمركية الجديدة بإيجاد تسوية داخل اليمن لا يخرج عن الإطار القائم حتى منذ أول طلقة نار في الحرب اليمينة بأن الحل السياسي هو المخرج للأزمة.
وفي مداخلته نبه نعمان إلى أن السلام في اليمن "آت لا محالة مهما طالت الحرب، والذهاب إلى تسوية سياسية هو أمر حتمي، ومن الضروري أن تراعي كل الأطراف مصالح الطرف الآخر، وغياب هذه الرؤية هو ما يعطل التسوية السياسية، التي ستأخذ في نهاية المطاف مداها بالتوازي مع إدراك كل طرف بأنه لا فائدة من استمرار هذه الحرب".
وأضاف أن "هناك ترحيبا لدى فريق الرئيس هادي بالمقاربة الأمريكية الجدية للأزمة في اليمن وهو ما عبر عنه السفير اليمني في واشنطن في وقت سابق بخصوص مقاربة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري، الذي كان متشداً في لغته تجاه بعض الأطراف في اليمن هو لإرضاء أطراف أخرى كما هو واضح، ما يؤكد أن الصراع الدائر في اليمن هو صراع بالوكالة"
وإستغرب نعمان الاتهامات التي كان السفير اليمني قد وجهها في السابق للمؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله بالاستفادة من اتفاق السلم والشراكة للانقلاب على الرئيس هادي متسائلاً "كيف يمكن أن يكون ما حصل انقلاباً ورئيس الجمهورية موجود في البلاد، إضافة إلى مدير مكتب الرئاسة وهو السفير الحالي في واشنطن الذي كان موجوداً ايضاً، إذا تم الاتفاق بمشاركته".
وأشار إلى أن كل الأطراف اليمنية خالفت الاتفاقيات المبرمة فيما بينهاـ ابتداء من مبادرة مجلس التعاون الخليجي إلى مخرجات الحوار الوطني إلى اتفاق السلم والشراكة".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها