قال المحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي، إن تركيز الامارات على المحافظات الجنوبية بقدر جوهري، له عدة أهداف، منها: ضمان عدم تواجود تجمع الاصلاح و توابعه “اخوان اليمن” في السلطة هناك على خلفية صراعها مع حركة الاخوان المسلمين.
و أضاف: كما يأتي اهتمام الامارات بالوضع في تلك المحافظات لضمان عدم تحقيق طرفي صنعاء أي اختراق باتجاه محافظات الجنوب، لقربها من الامارات، و هو ما سيجعل اراضيها في مديات الجيش و اللجان الشعبية.
و تابع: يأتي هذا الاهتمام بهدف التحكم في مستقبل عدن كمنطقة حرة اذا ما قامت فستؤثر بشكل جوهري على نشاط المنطقة الحرة في دبي و غيرها من المواني الاماراتية. بالاضافة الى الهيمنة على باب المندب و سواحل المحافظات الجنوبية كهروب من مواجهة هيمنة ايران في هرمز و الخليج و متطلبات دور الامارات الاقليمي القادم.
و أشار الشرفي إلى أن هذه الاهداف الاماراتية دفعت بالامارات الى السيطرة في المحافظات الجنوبية على حساب سيطرة سلطة هادي التي شن التحالف السعودي عدوانه تحت شعار اعادتها إلى السلطة.
و أوضح أن الامارات تعتمد لفرض سلطتها في الجنوب على لعب دور المعطل لمنع وجود سلطة هادي في الجنوب بأي صورة لا سياسية و لا امنية و لا خدمية و لا حيوية.
و قال الشرفي: تقوم الامارات باستثمار مزاج الانفصال لدى بعض ابناء الجنوب منعدمي التجربة السياسية و تشكلهم كسلطات تحل في بعض الجوانب محل سلطة هادي لتقصي الاخيرة.
و لفت إلى أن السعودية كانت تغض الطرف عن سعي الامارات للتفرد بالجنوب، كنوع من التطمين للامارات بعد اطاحة السعودية برجل الامارات خالد بحاح من رئاسة الوزراء.
و نوه الشرفي إلى أنه و طوال الفترة الماضية كانت السعودية تحاول الحد من التفرد الاماراتي بمنازعتها في التعيينات و ايضا باطلاق ايدي مواليها لاستهداف طائرات اماراتية.
و قال: لم تفلح محاولات المملكة في كسر التفرد الاماراتي الذي وصل بدوره لمرحلة غير مقبولة سعوديا فبدأت بمواجهته باستخدام سلطة هادي، و البداية كانت من مطار عدن الدولي.
و أكد أن الامارات و السعودية تعرفان ان من يسيطر على مطار عدن يمكنه ان يؤثر في العديد من التفاصيل جنوبا و شمالا ايضا باعتباره المنفذ الجوي الوحيد حاليا في اليمن.
و أشار إلى أن الامارات تبدي تمسكا كبيرا بادارة مطار عدن، و تبدي السعودية رغبة قوية في انتزاعه. لافتا إلى أنهما وصلتا إلى حرب باردة بينهما يديرانها بمكونات جنوبية و بسلطة هادي.
و لفت إلى أن الامارات تعتقد ان السعودية خانتها بالاطاحة بـ”خالد بحاح” خيار السلطة المقبول من الامارات و ادخلت “علي محسن” و هو ما ركز السلطة في يد تجمع الاصلاح، وهو أمر مرفوض اماراتيا.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها