«جاهدك الله» عبارة رددها شخص أصابته الحيرة حين سمع أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يعمل على استخدام سلاح جديد للسيطرة على الجنوب وحرمانه من أرضه وثرواته وسيادته على أرضه فلم يترك برغم تغير الظرف الساخن أن يبدل في خصاله في استخدام ذكائه الاستراتيجي بأن يقدم ولو لمرة واحدة على خدمة وطنه ويساعد على تجاوز أزماته المخيفة وهو الوطن، الذي امتطى ظهره لأكثر من ثلاثين عاماً، ولم يعمل لصالح شعبه الذي قضى عمره وهو يمتص دمه دون رحمة.
آخر تقليعات «الزعيم الملهم» وفق الأخبار التي يتناقلها الجنوبيون خطته الجهنمية في امتلاك الجنوب من دون حرب ومن دون خطط الاجتياح التي يهدد بها الجنوب كلما شعر بالمرارة إزاء المقاومة الباسلة، التي يبديها الشعب اليمني وجنود التحالف العربي.
تقول الأخبار أن صالح بدا يحرك أفراد طابوره الخامس في مدن الجنوب للتوسع في شراء الأراضي بشكل عام وعدن على الساحل الشرقي للبحر الأحمر بشكل خاص.
كما بدأ بعض عملائه يحاولون شراء الأراضي في منطقة باب المندب وهو الموقع البحري الاستراتيجي الحيوي، الذي تحوم من حوله الآن أطماع الدول المناصرة لصالح والحوثيين لإيجاد موطئ قدم فيه ونقل مزيد من أنصار الحوثي وصالح إليه وتحقيق ما يمكن وصفه بالتغيير الديمغرافي وما يوفره من امتياز تحسباً لقادم الأيام.
وتحت بند المواطنة اليمنية التي أجازتها اتفاقيات الوحدة فإن من حق أي إنسان شراء الأرض في كل مناطق اليمن من دون حاجة للحصول على تراخيص، وقد كانت هذه الاتفاقيات تعمل لصالح وجماعته لوفرة الإمكانات ووجود التجار القادرين على الشراء ولحالة الحصار الاقتصادي والظلم الاجتماعي، الذي عانى منه الجنوبيون طوال الأربعة وعشرين عاماً، الذي استباح فيها صالح كل مقدرات الإنسان اليمني، خصوصاً الجنوبي.
لقد أجبر صالح وجماعة الحوثي على الخروج من الجنوب بجهود المقاومة الشعبية الباسلة والجيش اليمني وقوات التحالف العربي.
الكثير من المخلصين العرب يتساءلون عن سر الحقد، الذي يحمله صالح للجنوب.
الحقيقة المؤلمة أن الأمر لا يقتصر على ذلك. فقد تمكن صالح خلال العقدين الماضيين من زرع الكراهية بين أبناء الشعب اليمني الواحد، من خلال ادعائه بأن الجنوب تابع للشمال، وليس الشمال والجنوب يشكلان اليمن الواحد، وأن بعض أهل الجنوب خليط من الأفارقة ومن جذور غير يمنية، وأن هذه التشكيلة الديمغرافية الدخيلة تحاول الاستئثار بالجنوب.
وقد اشتهرت عنه مقولات مكررة وزع فيها الأصول غير العربية على كثير من زعماء الجنوب. فحمد سالم باسندوه من أصول صومالية وأبو بكر العطاس خليط إندونيسي يمني، وحتى البيض رفيقه في قرار الوحدة ناله نصيب من بركات صالح صاحب النقاء العرقي!
الكاتب اليمني علي الذيب السليماني أورد قصة دارت بين صالح وأحد الضيوف العرب، الذي قال لصالح يبدو أن الجنوب على وشك استعادة سيادته على الأرض. فرد عليه صالح مهدداً بأنه على استعداد لتجنيد سته ملايين شمالي لاجتياح الجنوب والقبض على المتمردين.
رد عليه الضيف بالقول، بأن الجنوبيين قالوا إنهم يحشدون ربع مليون مقاتل للدفاع عن أراضيهم. رد عليه صالح قلت لك ستة ملايين.
هذه هي عقلية صالح التي سيحكم فيها اليمن الجديد سواء من خلال الحلم أو الحقيقة. وهذا هو صالح الذي أفنى عمره ليس في خدمة اليمن بل في هدمه وقتل أهله وتحويل مدنه إلى أطلال. فهو يتآمر ولا يكل أو يمل ويحلم مع سادته الحوثيين ممثلي الإمامة ، بأن يعود حاكماً لليمن.
د. حسن قايد الصبيحي