منذ أن ظهرت جماعة الحوثي في العام 2004 والمشهد اليمني يعيش كوميديا سوداء يباع فيها الوطن بالوهم والشعارات، وتسفك فيه دماء الآلاف من اليمنيين دون سبب لأجل «الموت».. وليس لأمريكا ولا لإسرائيل. ومن المفارقات الأليمة لمن يستذكر ذاك التاريخ وما بعده، أن الرئيس السابق علي صالح الذي أشعل حروبه الطويلة ضد شعارات الحوثيين، انقلب بعد ست حروب وأعلن تحالفه معها لأجل السلطة التي خلعه منها الشعب اليمني.
ولو استعرضنا مواقف «المخلوع» قبل وبعد التحالف الأسود مع المتمردين لأدركنا مدى متاجرته بالدم اليمني. وفيما يتابع العالم إنجازات الحكومة الشرعية في بسط سيادتها على التراب اليمني، يعاودنا الانقلابيون بتصريحاتهم ومواقفهم التي تكشف ضحالة وعيهم السياسي وبساطة مؤيديهم والمتعاطفين معهم في درجة أشد قتامة من الكوميديا السوداء.
فبعد أن ظهر زعيم جماعة الحوثي زاعما بوجود توجيهات إلهية تقود ميليشياته المسلحة، دون أن يقدم تفسيرا لأسباب اندحارها في جبهات القتال، خرج محامي المخلوع علي صالح ليعلن مباشرة المحكمة الابتدائية اليوم (الثلاثاء) إجراءات التقاضي ضد نائب الرئيس اللواء علي محسن الأحمر، على خلفية تفجير مسجد الرئاسة الذي كاد أن يقضي على المخلوع عام 2011.
ويبدو أن الدعوى القضائية تأتي كمحاولة لتحسين صورة الانقلابيين والمخلوع على وجه الخصوص؛ للنيل من الحكومة الشرعية وخاصة اللواء الأحمر الذي كان له دور كبير في تحجيم نشاط الحوثيين في معقلهم محافظة صعدة، كما كان لوقوفه إلى جانب ثورة الشباب (فبراير 2011) الدور الكبير في إقصاء المخلوع عن السلطة، إلا أن ما يثير السخرية تجاه الدعوى القانونية أن المدعي فيها هو المخلوع علي صالح، الذي لم يعترف يوما بسلطة غير سلطته في اليمن وعمل على توريث «الوطن» بما فيه من مؤسسات قانونية لابنه أحمد.
بقي أن نُذكِر محامي المخلوع أن سيده «المخلوع» نقل إلى المملكة بعد حادثة مسجد الرئاسة لتلقي العلاج ومكث في مستشفياتها.
وهي من تفاصيل الحادثة «موضع الدعوى» التي لا يجب أن يتغافل عنها المحامي، مثلما تغافل عن جرائم نظامه في اليمن وعلى الحدود السعودية، حين تستهدف الآمنين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها