بعد ثلاثة أيام من توقف حركة الملاحة الجوية لرحلات الطيران المدني من وإلى عدن مازال الوضع الأمني والسياسي متوتراً في المطار والمعاشيق فيما يتمسك الطرفان الأول الرئيس هادي بقرار إقالة قائد حماية المطار ’’صالح العميري‘‘ يقابله رفض الأخير والتمترس خلف السلاح بدعم إماراتي واضح.
كانت الأمور تسير بشكلها الطبيعي مع وجود الاحتقان خلال اليومين الماضيين إلا أن إقدام سلاح الجو الإماراتي بتنفيذ غارة جوية من طائرةٍ مروحية بتدمير آليةٍ عسكرية تتبع قوات الحرس الرئاسي خلق حالة من التوتر بين الإمارات والرئيس هادي بشكل جلي يصعب على التراجيديا الدبلوماسية هذه المرة إنكاره.
دُمر الطقم ودَمَرت معه ثقة الرئيس هادي بدولة الإمارات التي توازي سلطته في عدن ؛ فالإقدام على استهداف ’’الطقم‘‘ صباح أمس الأحد بشمال شرق المطار خلق حالة من التذمر الشعبي والسخط الرسمي الذي أوفد بموجبه الرئيس هادي مدير مكتبه الدكتور ’’عبد الله العليمي‘‘ وقائد الحرس الرئاسي ابنه ’’ناصر منصور’’ إلى أبو ظبي لإقناع الإمارات بضرورة احترام قرارات هادي بحسب مصادر خاصة .
تقول المعلومات إن قائد الحماية الأمنية لمطار عدن رفض نزول طائرة الرئيس هادي بالمطار فسارعت بالنزول بمطار سقطرى الثلاثاء الماضي وكان عائداً من زيارته الخارجية والتي شملت قطر والسعودية مما فاقم الأزمة بين القوات العسكرية بمطار عدن والرئاسة اليمنية أكثر من أي وقتٍ مضى.
وعن حقيقة أو عدم صحة أخبار طائرة الرئيس يبقى الرئيس هادي متمسكاً بقراره المتمثل بإقالة ’’أبي قحطان‘‘ واستبداله بقائد آخر ؛ وسط تعنت من قبل الحراسة الأمنية للمطار التي تحظى بدعم القوات الإماراتية.
وبعد رفض تسليم المطار وفق قرار الرئيس ؛ أوقفت الحكومة اليمنية تسليم رواتب الكتيبة المشرفة على المطار للشهر الثاني على التوالي مما أعلن معها ’’صالح العميري‘‘ بتوقيف حركة الملاحة الجوية إبتداءً من صباح الجمعة الماضية وحشد أتباعه حول المطار ، في المقابل حشدت قوات الحرس الرئاسي عدداً من أفراد الجيش بالقرب من المطار مما أوشك الطرفان معه على المواجهة مع فارق التسليح لصالح ’’العميري‘‘ الذي يحظى بدعم إماراتي كبير من خلال تسخير الدبابات و المدرعات والآليات الإماراتية لصالحه .
كشفت المواجهات المسلحة بأطراف المطار ليلة الخميس الماضي بين قوات الحماية الرئاسية وبين ’’أبي قحطان‘‘ عن تمرد واضح وصريح على قرارات الرئيس وتوجيهاته ؛ بالتزامن مع تأكيد مصادر عسكرية بمطار عدن لـ’’موقع اليمني الإلكتروني ’’ ؛ من أن صالح العميري يمتلك دبابات قديمة تابعة للمقاومة كانت تربض في المطار وأكثر من 32 آلية عسكرية بينها أطقم عسكرية مُجهزة بأسلحتها ومدرعات حديثة والتي أستخدم جميعها بتاريخ 9فبراير من الشهر الجاري في المواجهات ومن قبله في العرض العسكري لأتباعه.
ويؤكد المصدر العسكري ؛ ’’بأن القوات الإماراتية منتشرة في المطار منذُ تحريره بمنتصف شهر يوليو/تموز من العام القبل الماضي وتبلغ القوات المتواجدة فيه أكثر من 35 مدرعة حديثة ومروحيتين وطائرة حربية وطائرة صغيرة مخصصة لنقل الجنود ومنظومتَي بطاريات باتريوت‘‘ ؛ في حين نقلت مروحية إماراتية ‘‘العُميري’’ إلى معسكر مهرام في البريقة قبل يومين وصرف رواتب قوته مقابل تنفيذ التوجيهات الإماراتية ورفض قرارات الرئيس هادي.
علماً بأن ‘‘العُميري’’ وعلى رأس كتيبة عسكرية مؤلفة من ’’300‘‘ فرد أسندت إليه مهمة حراسة المطار بنهاية عام 2015م وفق توجيهات من قائد معسكر زائد الصولبان سابقاً العميد عبد الغني الصبيحي والذي أنفصل عنه بعد أشهر من تبعيته للواء المدعوم إماراتياً ليقوم بعدها بتجنيد قبليين ينحدرون لمنطقته في محافظة أبين وتسريح جنود من مناطق أخرى كانوا قد تدربوا بعصب الإريترية.
مر يوم السبت الماضي بسلام لتعود التوترات في اليوم الثاني من جديد لتخترق مروحية إماراتية الهدوء الحذر ودمرت طقماً للحرس الرئاسي والذي لم يسفر عن إصابات مما خلق حالة من الذعر لدى السكان بمديريات مختلفة ليوجه الرئيس بعدها بسحب قوات الحماية الرئاسية المُكلف بحصار المطار وإيفاد وفدٍ رفيع إلى الإمارات التي وقفت جهراً وعلانيةً هذه المرة في صف المتمردين على الرئيس.
وفي تصريحات صحفية ؛ أكد قائد اللواء 39ميكا الذي يقع إلى الجنوب الغربي لمطار عدن ’’أنه قام بالنزول على رأس لجنة إلى المطار وتم الكشف بأن أبي قحطان قام بإخفاء أربعة أطقم صرفت له في وقتٍ سابق وقام بنقلها إلى منطقته‘‘.
وأضاف العميد الركن عبد الله الصبيحي إلى ؛ ‘‘أن قوات حماية المطار بقيادة العُميري استلمت كافة مستحقاتها ومستلزماتها الخاصة‘‘ ؛ متهماً إياه بالعمل لصالح أعداء الوطن .
وعلى خضم مواجهات المطار أوقفت طيران اليمنية رحلاتها حتى إشعار ًآخر بحسب مصدر بطيران اليمنية لـ‘‘موقع اليمن الإلكتروني ’’ ؛ وأغلقت قوات أمنية بعدن الخط البحري الرابط بين مديريتي المنصورة بخور مكسر والإبقاء على خط العريش لتنقل المواطنين ؛ فيما لا حلول قريبة في الأفق لأزمة المطار حتى الآن.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها