انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فكرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إنشاء مناطق آمنة في سوريا، وقال إن الآلية الثلاثية التي أنشأتها روسيا وتركيا وإيران لمراقبة الهدنة بدأت العمل، كما دعا جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية النظام السوري فيها.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في العاصمة الإماراتية أبوظبي، قال لافروف إن تجربة إنشاء مناطق آمنة في وقت سابق في ليبيا كانت نتائجها مأساوية.
وأعرب عن رغبة بلاده في مناقشة سبل إنشاء هذه المناطق وجدواها مع الولايات المتحدة إذا قامت واشنطن بصياغة تفاصيل هذه الفكرة واتضاح معالمها.
من جانبه، قال وزير خارجية الإمارات إن فكرة إقامة مناطق آمنة في سوريا ستكون موضع ترحيب إذا كانت مؤقتة ولأغراض إنسانية تحت إشراف دولي، لكنه رأى أنه لابد من سماع مزيد من التفاصيل من الإدارة الأميركية قبل تأييد هذه الفكرة.
وكان ترمب قد أكد لقناة "أي بي سي" الأميركية أنه سينشئ مناطق آمنة في سوريا، كما كشفت تسريبات أن هذه الفكرة ستؤدي إلى تكليف وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع خلال تسعين يوما من تلقي القرار التنفيذي للرئيس مهمة وضع خطة لإقامة مناطق آمنة في سوريا وفي المناطق المحيطة بها للاجئين.
في سياق آخر، قال لافروف خلال المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن عدم تمكن النظام السوري من المشاركة في المشاورات في إطار الجامعة العربية "لا يساعد الجهود المشتركة"، لافتا إلى أن النظام ما زال عضوا يتمتع بالشرعية في منظمة الأمم المتحدة.
ورد أبو الغيط بالقول إن مسالة عودة النظام "قرار خاضع لإرادة الدول الأعضاء"، مضيفا أنه إذا اتضح أن هناك نية صادقة من قبل الجميع لتحقيق تسوية سياسية، فإن مجموعة من الدول ستقرر مناقشة استئناف العضوية مرة أخرى، وختم بالقول "هذا الأمر ليس مطروحا حاليا".
وعلقت الجامعة العربية عضوية النظام السوري عام 2011، حيث بقي المقعد شاغرا في كل الاجتماعات العربية.
مراقبة الهدنة
وفي كلمة له بمنتدى التعاون الروسي العربي بأبوظبي، قال لافروف إن نظام وقف إطلاق النار في سوريا "صامد" بشكل عام، مؤكدا أن الآلية الثلاثية التي أنشأتها كل من روسيا وتركيا وإيران للرقابة على تطبيق الهدنة في سوريا "بدأت بالرقابة على تطبيق نظام وقف إطلاق النار" في سوريا.
ولم يحدد الوزير الروسي توقيت بدء العمل بهذه الآلية التي جاء الإعلان عنها قبل أسبوع، في البيان الختامي لمفاوضات أستانا حول سوريا، لمراقبة وقف إطلاق النار الجزئي الساري في سوريا منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واتفقت إيران وروسيا وتركيا -في بيان مشترك- على تأسيس آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا وضمان الالتزام الكامل به ومنع أي استفزازات وتحديد كيفية عمل وقف إطلاق النار.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها