يذهب مراقبون إلى أن السيطرة على مدينة المخاء ومينائها الإستراتيجي تعني مقدمة لنجاحات أخرى عديدة كالسيطرة على محافظات تعز والحديدة القريبتين ؛ ناهيك عن قطع إمدادات الحوثيين عبر البحر وإغلاق ملف تهريب الأسلحة والمخدرات نهائياً والذي يزيد عمره على عشرات السنين، فضلاً عن قطع آمال الإيرانيين بتزويد مليشياتها المحلية بالسلاح عبر الميناء ذاته مما يفتح شهية الشرعية لتحرير بقية المدن.
نجاحات متوالية
وقبل 16 يوماً ؛ انطلقت عملية الرمح الذهبي من باب المندب بأربع تشكيلات عسكرية هي قوات زائد بقيادة العميد عبد الغني الصبيحي قائد المحور الغربي واللواء الثالث حزم بقيادة العميد عمر سعيد الصبيحي _الذي قتل في اليوم الثاني من العملية العسكرية واتجهت القوتين غرباً “كهبوب”35” كيلو من باب المندب.
فيما واصلت قوات “الحزم” بقيادة اللواء هيثم قاسم طاهر وكتائب المحضار بقيادة لوئ الكازمي إلى ذباب ومنها إلى مناطق الجديد والكدحة وواحجة بمحاذاة الطريق الساحلي بمسافة “72” كيلو مترات لتصل القوات الحكومية الموالية للشرعية إلى مدينة المخاء الساحلية ذات الميناء المعروف ومحيط معسكر خالد ابن الوليد.
في السياق قال المحلل السياسي د. محمد جميح تعليقاً على سيطرة الجيش على المخاء بالقول؛ ‘‘رغم حداثة التشكيلات العسكرية والأمنية المشاركة في عمليات “الرمح الذهبي”، إلا أن الإعداد الجيد، والعزيمة القتالية، والغطاء الجوي كان حاضراً بشكل ملحوظ في العمليات التي تكللت باقتحام المخاء ، وانهيار دفاعات الحوثيين فيها’’.
فيما اعترفت جماعة الحوثي على لسان “فضائية المسيرة” التابع لها طيلة اليومين الماضيين باستهداف مناطق الجديد والكدحة والمخاء بـ”300″ غارة جوية إضافة إلى “100” استهداف من قبل البوارج الحربية للتحالف العربي من البحر.
المخاء.. يمهد لانتصارات كبيرة
وعلى بعد 96 كيلو مترات من مدينة تعز ؛ أوشكت مدينة المخاء على التحرير لأول مرة منذُ عامين حين اجتاحها الحوثيون ، فيما باتت اليوم تقترب وبشكلٍ كبير لتتحول إلى مركز انطلاق لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتحرير محافظتي تعز.
وبين التكهنات التي تتوقع أي من المحافظتين لها الأولوية بالعمليات العسكرية ؛ أكد اللواء أحمد سيف اليافعي نائب رئيس هيئة الأركان لأحدى الفضائيات المحلية ؛ : ‘‘بأن الخطوة القادمة في العمليات العسكرية هي التوجه صوب محافظة الحديدة، والالتقاء بالقوات القادمة من مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة’’.
إلى ذلك ؛ استبشرت المنطقة العسكرية الرابعة _وهي الجهة المشرفة على العملية العسكرية_ بمناسبة دخول الجيش الوطني إلى المخاء ؛ موضحة أن هذا الإجراء يعزز من شأنه التوغل أكثر لتحرير أكبر قدر ممكن من المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية في إطار المناطق الواقعة ضمن المنطقة العسكرية الرابعة.
من جانبه الصحفي عبد الرقيب الهدياني ؛ وصف معركة تطهير المخاء بأنها مقدمة لمعارك عسكرية أخرى ؛ كونها أظهرت براعة التخطيط لدى الجيش الوطني الذي مضى في تحرير المخاء وهو في طريقه إلى ما بعد المخاء لتطهير المنطقة تلو الأخرى من سيطرة المليشيا .
أبعاد تحرير المخاء
يضيف الصحفي الهدياني في تصريحٍ خاص لـ’’موقع اليمن الإلكتروني ‘‘ ؛ بأن تحرير الخط الساحلي ووصولاً إلى مدينة المخاء الساحلية نجاح كبير يضاف إلى نجاحات للشرعية كون هذا الخط الممتد من المندب إلى المخاء بمحاذاة البحر له ذكريات وقصص تهريب للأسلحة عادة ما وجدت لها موطئ قدم للإيرانيين.
وأوضح ف الهدياني ؛ أن بتحرير المخاء قُضي على آمال الإيرانيين في اليمن والذين دأبوا على تزويد الحوثيين بالسلاح كالعادة عبر زوارق وسفن بحرية من المنافذ البحرية وميناء المخاء والسواحل الغربية للجمهورية اليمنية.
وعلى الصعيد ذاته ؛ ذكر نائب رئيس هيئة الأركان اللواء اليافعي ؛ إن خطوط الإمداد التي تربط المليشيا الانقلابية من الحديدة إلى تعز مقطوعة بشكل نهائي.
ويستوحي المتابع من حديث نائب رئيس هيئة الأركان والذي ذهب إلى أن عملية تحرير المخاء لها أبعاد إستراتيجية ؛ فالعملية ستواصل طريقها إلى الحديدة.
أرقام ..على إيقاع المعركة
انطلقت العمليات العسكرية قبل 16 يوماً على امتداد الخط الساحلي بمقدار 97 كيلو مترات مما مكن الجيش من تأمين المنفذ البحري _باب المندب_ والخط الساحلي والذي تمر فيه قرابة (1000) قطعة بحرية يومياً.
هذا وسبق للمليشيات أن استهدفت سفينتي “سويفت” الإماراتية و “يو إس إس ماسون” الأمريكية بشهر أكتوبر /تشرين الأول من العام الماضي ؛ مما عزز من فرضية الحكومة اليمنية بسرعة تأمين الممر الدولي وتحرير الساحل الغربي.
وتشير مؤشرات ميدانية إلى أن ما يقارب من 399.794 كم2 مساحة سيطرة الشرعية فيما تسيطر المليشيات على 176.252 كم2 ؛ فيما مناطق مساحتها 11.835 كم2من مساحة الجمهورية اليمنية البالغة 587.881 كم2.
والجيش والمقاومة يسيطرون على امتداد الشريط الساحلي بمقدار (67) كيلو متر.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها