أفاد مراسل الجزيرة في أستانا أن المعارضة السورية المسلحة تتحفظ على البيان الختامي لمفاوضات أستانا وتصر على إجراء تعديلات عليه، إذ ترفض المعارضة السورية توقيع إيران على بيان مفاوضات أساتنا بوصفها دولة ضامنة، وعدم تضمن البيان آليات واضحة لمراقبة التقيد بوقف إطلاق النار بسوريا.
وتتركز أبرز النقاط التي تتحفظ عليها المعارضة السورية في عدم وجود آليات واضحة لتثبيت وقف إطلاق النار، وتوقيع إيران على البيان الختامي باعتبارها ضامنة للاتفاق، وأفاد المراسل أن المعارضة تجهز لبيان مستقل في حال لم يأخذ بملاحظاتها في البيان الختامي.
ودعت الدول الراعية للمباحثات -في مسودة بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه- إلى اعتماد آلية ثلاثية لمراقبة التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار في سوريا وضمانه.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إن المعارضة لا تعتزم التوقيع على أي إعلان في مفاوضات أستانا.
وذكر مراسل الجزيرة أن اليوم الثاني للمفاوضات غير المباشرة اتسمت باستمرار النقاشات بين الدول المشاركة لاعتماد آليات محددة لمراقبة وضمان وقف إطلاق النار.
وادي بردى
وشدد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية أسامة أبو زيد على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف التهجير القسري في وادي بردى لإنجاح المفاوضات، وأضاف أن تصريحات الجانب الروسي في هذا السياق لافتة للانتباه في انتظار ما هو أبعد من التصريحات، وذلك في إشارة إلى دعوة روسيا للنظام بالتقيد بوقف إطلاق النار، وأشار أبو زيد إلى أن مسار النقاشات يظهر استياء إيرانيا.
ومن جهته، قال المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا اليوم إن أطراف التفاوض في أستانا ليست بعيدة عن التوافق على صيغة للبيان النهائي. وأشار دي ميستورا في تصريحات للصحفيين من مقر عقد المفاوضات بشأن الأزمة السورية إلى أن نقاشات مركزة لا تتعلق بإصدار بيان، وإنما لوقف الأعمال القتالية في سوريا، وهو ما يعني حفظ الأرواح.
وقال مراسل الجزيرة بأستانا رائد فقيه إن تسريب المعارضة لتحفظاتها إلى وسائل الإعلام يؤشر على أن الأمور تسير باتجاه الباب المسدود، وأضاف المراسل أن اتصال هاتفي جرى اليوم بين وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو بشأن مسار المفاوضات وتذليل العقبات أمامها.
وأضاف مراسل الجزيرة أن مسودة البيان الختامي لا تتضمن آليات واضحة لمراقبة التقيد بالهدنة في سوريا، ويشير بند في المسودة إلى دعوة الدول الضامنة -وهي روسيا وتركيا وإيران- لممارسة نفوذها للتخفيف والحد من انتهاكات وقف إطلاق النار في سوريا وليس وقفها.
رواية النظام
بالمقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم عن مصدر مقرب من وفد النظام أن المشاورات مستمرة "لتذليل العقبات التي تضع تركيا في طريق التوصل إلى نتائج إيجابية"، وأضافت الوكالة أن الجانب التركي يصر على "إدراج تعابير ومصطلحات خارج سياق اجتماع أستانا، والأساس الذي بني عليه وهو تثبيت وقف إطلاق النار وتعزيزه".
وذكرت وكالة سانا السورية أن تركيا سربت نسخة غير متفق عليها من البيان الختامي لمفاوضات أستانا.
يشار إلى أن مفاوضات أستانا تأتي بعد أقل من شهر من بدء سريان وقف لإطلاق النار بين النظام والمعارضة السورية المسلحة برعاية روسية تركية إيرانية، ولا تزال هذه الهدنة صامدة على العموم ما عدا خروقات للنظام في مناطق بعينها أبرزها وادي بردى. علما بأن الاتفاق على الهدنة جاء بعد انسحاب فصائل المعارضة من أحياء حلب الشرقية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها