يصر معظم الطلبة على المذاكرة حتى اللحظة الأخيرة التي تسبق الامتحان اعتقادا منهم أن ذلك سيساعد على ترسخ المعلومات بشكل أفضل في أذهانهم.
وتنصح الطبيبة النفسية التركية بنغي سمرجي بأخذ راحة من الدراسة في اليوم الأخير قبل الامتحانات، ومشاهدة فيلم كوميدي أو الخروج مع الأصدقاء في نزهة أو القيام بأي نشاط ترفيهي لإزالة التوتر.
ومع دخول موسم الامتحانات في العديد من الدول العربية تقدم الطبيبة نصائح للطلبة وأهاليهم لخلق بيئة نفسية مناسبة خالية من الضغوط والتوتر قبيل وأثناء فترة الامتحانات.
وأكدت سمرجي في حديثها مع وكالة أنباء الأناضول على ضرورة التحضير الجيد للامتحان قبل فترة مناسبة، واتباع جدول مناسب للدراسة، لأن ذلك يخفف كثيرا من التوتر أيام الامتحانات ويشعر الطالب بأنه مستعد بشكل كافٍ للامتحان.
ولفتت إلى أهمية أن يعرف الطلبة كيف يمكنهم الترويح عن أنفسهم وتجنب الاستسلام للتوتر.
وبخصوص الليلة التي تسبق الامتحانات تنصح سمرجي الطلبة بعدم الاستمرار في الدراسة لوقت متأخر أو الإصرار على النظر في الكتب صباح يوم الامتحان، بل عليهم أن يبتعدوا قليلا عن جو الامتحانات والدراسة عبر مشاهدة فيلم كوميدي أو قراءة كتاب ممتع في اليوم الذي يسبق الامتحان أو الحديث مع أشخاص يرتاحون إليهم أو الخروج في نزهة قصيرة.
وتشدد الطبيبة النفسية على ضرورة ألا يقوم الطالب بتغيير عاداته قبل الامتحان، كأن ينام أبكر أو في وقت متأخر عن المعتاد، أو أن يتناول طعاما غير معتاد عليه، مشيرة إلى أن على الطالب تجنب أداء الامتحان بمعدة فارغة على ألا يبالغ في تناول الطعام.
وتنصح سمرجي أيضا بأن يقصر الطالب تفكيره قبيل ذهابه للامتحان على التأكد من أنه يعرف المكان الذي سيؤدي فيه الامتحان، وأنه يحمل معه جميع الأدوات اللازمة، وأن يتأكد من أنه لن يحتاج للذهاب إلى الحمام خلال الامتحان.
كما أن عليه ارتداء ملابس تتلاءم مع حالة الطقس، والتفكير بعد ذلك في أنه سيبذل كل ما في وسعه أثناء الامتحان.
"إن عبارات من قبيل "كنت أعرف أنك لن تتمكن من فعل هذا.. لم تدرس جيدا.. أنت لا تصلح لشيء.. أنت كسول" التي يتفوه بها الآباء لحث أبنائهم على التميز من شأنها أن تتسبب في إتيان الطفل بتصرف يؤكد تلك الأقوال"
دور أولياء الأمور
وعند دخول لجنة الامتحان تقول سمرجي إن على الطالب أولا أن يجلس بالطريقة التي تريحه ومن ثم ينظر إلى ورقة الامتحان.
ولا ترى سمرجي ضرورة لأن يحل الطالب الأسئلة بنفس ترتيب ورقة الامتحان، بل يبدأ أولا بالأسئلة التي يعرف إجاباتها وألا يتعجل، وأن يقرأ بدقة المطلوب منه.
كما تشير إلى أهمية تنظيم الوقت أثناء الامتحان قائلة إن على الطالب أن يضع ساعته أمامه وأن يعرف متى عليه التوقف عن المحاولة مع سؤال استشكل عليه والانتقال إلى السؤال التالي.
وفي حال شعور الطالب بالتوتر الشديد خلال الامتحان فإن أنسب طريقة للتخلص منه تكون عبر ترك الطالب الورقة والقلم وإغلاق عينيه لفترة.
فإذا أحس أنه لم يعد قادرا على تذكر شيء مما درسه تنصح سمرجي بأن يترك الطالب الأسئلة ويقوم بتمارين التنفس، ويكتب على جانب من الورقة الكلمات التي تجول بخاطره، أو أن يرسم أي أشكال تطرأ على باله أو يرسم خطوطا متكررة.
وعن دور الآباء والأمهات في مساعدة أبنائهم على النجاح في الدراسة، تقول سمرجي إن أولياء الأمور يقع على عاتقهم -خاصة في المراحل الدراسية الأولى لأبنائهم- مسؤولية التأكد من استعدادهم للامتحانات، ومن عدم وجود ما يعيق دراستهم، ومن أن أبناءهم يتلقون التعليم بالشكل المناسب لخصائصهم ولأسلوبهم في التعلم.
وتؤكد سمرجي على ضرورة أن ينتبه الآباء لطريقتهم في تحفيز أطفالهم للدراسة، لافتة إلى أن المبالغة في المديح وفي الهجاء تؤثر سلبا على نفسية الطفل وأدائه الدراسي.
فالمبالغة في المديح تجعل الطفل يشعر بأن والديه ينتظران منه دائما نجاحا كبيرا، وعندما يقول الوالدان للطفل "لقد حققت نجاحا كبيرا، لقد حصلت على أعلى درجة، أنت رائع" وغيرها من عبارات المبالغة يشعر الطفل بالقلق من أنه قد لا يستطيع دائما تحقيق الإنجاز الذي يستحق عليه هذا المديح.
كما سيشعر بأن أي نجاح يحققه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، وبالتالي سينتابه إحساس دائم بأنه غير ناجح، وسيحرم من الاستمتاع بنجاحه، كما ستقل ثقته بنفسه.
وعلى الجانب المقابل، فإن عبارات من قبيل "كنت أعرف أنك لن تتمكن من فعل هذا.. لم تدرس جيدا.. أنت لا تصلح لشيء.. أنت كسول" التي يتفوه بها الآباء لحث أبنائهم على التميز من شأنها أن تتسبب في إتيان الطفل بتصرف يؤكد تلك الأقوال.
ونتيجة لذلك يتحول التلميذ إلى شخص غاضب وحزين غير واثق بنفسه، ويبدأ في التقليل من شأنها متأثرا بأسلوب والديه معه.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها