مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد يصل صنعاء بعد أيّام من تعذّر زيارته هذه المثيرة للانقسام على خلفية تعديلات في فريق المفاوضين الحوثيين، وحلفائهم في حزب الرئيس السابق، ومتغيرات انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية. وكان مبعوث الأمم المتحدة، الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، أرجأ زيارة كانت مقررة له الأربعاء الماضي الى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الحوثيين وحلفائهم في حزب الرئيس السابق، بعد ان اشترط حلفاء صنعاء برنامجا للزيارة يشمل لقاءات بالحكومة الأحادية غير المعترف بها دولي.
قالت مصادر مونت كارلو الدولية وفرانس24 ان الوسيط الدولي حصل على دعم خليجي لمواصلة جولة تقريب وجهات النظر بين المتحاربين اليمنيين، في مهمة "الفرصة الاخيرة" للمبعوث الأممي.
ومؤقتا فقد الوسيط الدولي برحيل إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما عن السلطة، داعما قويا لخطة احلال السلام في اليمن.
وكان وزير الخارجية الأميركي المنتهية ولايته جون كيري، أطلق نهاية أغسطس/آب الماضي، مبادرة لدعم خطة اممية للسلام، على ان تعطي اولوية خاصة لأمن المملكة السعودية ودوّل الجوار الخليجي.
وتحت ضغط حالة عدم اليقين بشأن خيارات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حول الملف اليمني، كانت إدارة الرئيس اوباما تأمل في التوصل الى اتفاق حول الأزمة اليمنية مع نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن الجهود الأممية والدولية في هذا السياق اصطدمت بتحفظات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على المقترح الأميركي.
وفي مقابل تسليم الحوثيين لأسلحتهم البالستية وضمان أمن دول الجوار، والانسحاب من صنعاء، تتضمن الخطة الاممية الأميركية، نقل صلاحيات الرئيس اليمني الى نائب توافقي ومشاركة الحوثيين وحلفائهم في حكومة وحدة وطنية.
وقبل ايّام قليلة على رحيل ادارته، حمّل الوزير كيري، الرئيس اليمني مسؤولية التعثر في مسار السلام، قائلا ان هادي اخطأ كثيرا حين رفض المقترح الجديد لإنهاء الأزمة في البلاد.
وبالموازاة مع هذه المتغيرات الاميركية، أطلقت قوات التحالف بقيادة السعودية حملة عسكرية ضخمة لاستعادة مدن ومؤانيء الساحل الغربي، والتقدم نحو العاصمة صنعاء، تحسبًا لأي تداعيات دولية محتملة.
في المقابل حذرت جماعة الحوثيين وحلفائها العسكريين من تداعيات التصعيد الحربي في منطقة مضيق باب المندب، على الملاحة الدولية، في وقت تواصل فيه القوات الحكومية بدعم من مقاتلات التحالف وبوارجه الحربية ضغوطها باتجاه ميناء المخا الاستراتيجي على البحر الأحمر غربي البلاد.
واتهمت القوات البحرية الخاضعة للحوثيين البوارج الحربية التابعة للتحالف باستخدام الممر المائي الدولي "لقصف أهداف مدنية، ما يشكل خطرا كبيرا على الملاحة الدولية" حسب ما جاء في بيان رسمي.
وأعلنت بحرية الحوثيين وحلفائهم جاهزيتها للرد على أي قصف من بوارج التحالف "تحت أي ظرف"، وحذرت السفن التجارية من المرور في الممر الدولي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، قبل" تشغيل جهاز التعارف الدولي حفاظا على سلامتها". وتعبر اكثر من 25 ألف سفينة سنويا مضيق باب المندب، تمثل 7بالمائة من الملاحة العالمية.
الى ذلك قالت مصادر اعلامية موالية للحكومة، ان وحدات عسكرية مسنودة بغطاء جوي كثيف تقدمت الى منطقة "ابي زريق" في محيط منطقة "واحجة"، حوالى 8 كم جنوبي ميناء المخا، ثالث اكبر الموانئ الاقتصادية في اليمن.
وحسب المصادر ذاتها فان منطقة "ابي رزيق" تعد واحدة من اهم مناطق تهريب البضائع والاسلحة للحوثيين على الساحل الغربي للبحر الاحمر.
مصادر عسكرية حكومية، قالت ان مدفعية القوات الحكومية شنت قصفا عنيفا على مواقع الحوثيين وحلفائهم القريبة من مدينة المخا، فيما استهدفت مقاتلات التحالف المجمع الحكومي ومنطقتي الحالي والسويس وسط المدينة الساحلية.
واضافت تلك المصادر بان فرقا هندسية استمرت بتطهير حقول الألغام التي زرعها الحوثيون لاعاقة تقدم القوات الحكومية شمالا باتجاه الميناء العريق.
لكن الحوثيين وحلفاءهم، قالوا انهم احبطوا هجمات القوات الحكومية عند الساحل الغربي، بالرغم من كثافة القصف الصاروخي من البوارج البحرية ومقاتلات التحالف التي شنت اكثر من 35 غارة جوية منذ مساء امس الاول على مناطق الجديد والكدحة ومعسكر العمري بمديرية ذو باب المطلة على مضيق باب المندب.
وافاد اعلام الرئيس السابق، ان المعارك التي استمرت نحو 5 ساعات متواصلة اسفرت عن مقتل 15عنصرا من القوات الحكومية بينهم قيادات ميدانية، و5 مسلحين من الحوثيين وحلفائهم.
يأتي هذا في وقت تحدثت فيه مصادر محلية لفرانس 24 ومونت كارلو الدولية عن حالة نزوح واسعة للسكان بعيدا عن مناطق المواجهات في "الكدحة" و"واحجة" ومدينة "المخا" صوب مديرية موزع المجاورة.
وكانت القوات الحكومية، اطلقت في السابع من الشهر الجاري حملة عسكرية واسعة بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية باتجاه مدن الساحل الغربي، نجحت حتى الان في استعادة اجزاء واسعة من مديريات ذو باب والتقدم الى محيط ميناء المخا، حيث المعارك على اشدها بين الطرفين.
وقتل خمسة مسلحين حوثيين وثلاثة عناصر من القوات الحكومية بمعارك متفرقة شرقي وغربي مدينة تعز جنوبي غرب البلاد، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة خلال الساعات الاخيرة.
الى ذلك استمرت المعارك عنيفة بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء . وقالت القوات الحكومية انها تمكنت بمساندة مقاتلات التحالف من استعادة عديد المواقع في محيط منطقة "ضبوعة" التي تفصل بين مديرية نهم ومديرية ارحب المجاورة عند الضواحي الشمالية لمدينة صنعاء.
واكد مصدر عسكري أن وحدات من القوات الحكومية استعادت كامل منطقة "الصافح الأبيض" الذي يمتد لأكثر من 4 كم، شمالي قرية "ضبوعة"، في جبهة الميمنة بمديرية نهم الاستراتيجية الواقعة عند مفترق طرق بين ثلاث محافظات.
في المقابل قال الحوثيون ان مقاتلي الجماعة وحلفاؤها صدوا محاولة تقدم لحلفاء الحكومة باتجاه جبال يام بمديرية نهم، وكبدوهم عشرات القتلى والجرحى.
وتزامنا مع هذا الهجوم شنت مقاتلات التحالف اكثر من 20 غارة جوية لاسناد القوات الحكومية، حسب ما تحدثت وكالة الانباء الخاضعة للحوثيين.
كما اعلن الحوثيون عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية بمواجهات بين الطرفين في منطقة كرش شمالي محافظة لحج على الطريق الممتد بين مدينتي تعز وعدن. ودارت معارك متقطعة وقصف مدفعي وصاروخي بين حلفاء الحكومة والحوثيين عند الشريط الحدودي مع السعودية.
وتحدث اعلام الحوثيين والرئيس السابق عن قتلى وجرحى في صفوف حلفاء الحكومة بهجوم بالسيتي على موقع سعودي جنوبي منطقة الموسم على الحدود مع مديرية ميدي شمالي محافظة حجة. كما اعلن الحوثيون عن اسقاط طائرة استطلاع سعودية في اجواء منطقة جازان جنوبي غرب السعودية.
وعلى مدى الساعات الاخيرة شنت مقاتلات التحالف سلسلة ضربات جوية عنيفة على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في محيط العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات صعدة وتعز والحديدة وحجة ومارب وشبوة.
وافاد الحوثيون بمقتل خمسة مدنيين بينهم طفلان وامرأة بغارات جوية على مديرية باقم شمالي مدينة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين.
الى ذلك قالت مصادر اعلامية موالية للحكومة ان 6 مسلحين من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق قتلوا بغارة جوية لمقاتلات التحالف على مديرية بيحان شمالي غرب محافظة شبوة. وتركزت اعنف الغارات الجوية على مواقع الحوثيين في مديريات ذوباب والمخا ومدينة الحديدة والصليف على امتداد الشريط الساحلي على البحر الاحمر، ومديرية نهم عند الضواحي الشرقية لمدينة صنعاء. كما هزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية عقب سلسلة غارات على مدرسة الحرس الجمهوري في شمالي مدينة صنعاء.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها