مع اقتراب قوات الجيش الوطني اليمني من معاقل الحوثيين بصعدة، بدأت الجبهة الداخلية للحوثيين في التصدع والتفكك، حيث تؤكد مؤشرات أولية وجود انشقاقات تلوح في الأفق، ليس فقط على مستوى الحاضنة الشعبية، بل على مستوى القيادات الكبيرة من الصف الأول والقيادات التاريخية القديمة للميليشيات.
وقال مصدر حضر لقاء عدد من قيادات الانقلابيين في جلسة "مقيل"، بمنزل وزير الشباب والرياضة بحكومة الانقلابيين، حسن محمد زيد، بحضور قيادات من قادة الصف الأول للميليشيا، إن زيد، الذي يعرف عنه الاهتمام بإعادة المذهب الزيدي إلى الواجهة، بعد أن غيبه الحوثيون، فاجأ الحضور بقوله إن الحوثي "يعتبر جديدا على النضال في اليمن، ولا يمثل المذهب الزيدي، وليست له أي بصمة خلال العقود الماضية، وأن الزيدية تعرضت للتطاول عبر عناصر الحوثي".
وقال المصدر إن زيد أطلع الحاضرين على معلومات من خلال سرده لما قام به في سبيل إحياء المذهب الزيدي، وقال "عملت ووالدي منذ السبعينيات، وصرفنا أموالنا الخاصة لإحياء المذهب، بينما كان الحوثي معتكفا بصعدة على الترويج للمذهب الاثنى عشري الإيراني، الذي يتعارض مع الزيدية، ويختلف معه فكريا وفقهيا، ونحن أساس الزيدية والحوثي دخيل عليها ومتنكر، ولا توجد له بصمة واحدة في ذلك".
وأضاف أن زيد استمر في توجيه الانتقادات للحوثي، مؤكدا أنه هو الذي أتاح للانقلابيين دخول صنعاء، وهيأ لهم القاعدة الشعبية، وتابع "الطاقم السياسي الذي يعمل الآن مع الحوثيين من اختياري أنا، وعبدالملك الحوثي كان يعيش في كهوف صعدة، ولا يعرف شيئا عن السياسة، وكل معرفته محصورة بين كتيبات الاثنى عشرية الإيرانية، ويجهل تفاصيل المجتمع اليمني، وأنا الذي قدمت له التصورات والنصائح والمشورة، ووفرت له عددا من الكوادر للعمل معه".
أفضال كثيرة
مضى زيد معددا أفضاله على الحوثي قائلا "قمت بتحسين صورته في المحافظات التي تحسب جغرافيا للمذهب الزيدي، وديواني يشهد على أن كل الرجال الذين يعملون بجانبه اخترتهم له، وكل أعضاء مجلسه السياسي تعلموا السياسة والكتابة بتشجيع ومراجعة ومتابعة مني ومن إخوتي، والعلماء المحسوبون على الزيدية، الذين أعلنوا تأييدهم للحوثيين أنا الذي تواصل معهم، وكوّنت له دائرة علمية واسعة تؤيده، وتواصلت مع القيادات الإدارية في أجهزة الدولة، وكذلك مع العسكريين والسفراء.
وأضاف "شخصي والأخ يحيى محمد موسى، قدمنا للحوثي حاضنة شعبية خارج محافظة صعدة، نسبة لأن عبدالملك كان مجهولا ولا يعرفه أحد، إلا من خلال الحروب في صعدة، ونحن من وجّه الناس بصنعاء، وعمران، وذمار، وحجة، والجوف، وإب، والمحويت، وريمة، والبيضاء لتأييده، لكن عبدالملك تجاهل كل ذلك، وبات يتبع النموذج الإيراني، ويقلد حزب الله في كل شيء، بالشعارات والملصقات وهذا لا يتناسب مع ما قمنا به خلال الأربعين سنة الأخيرة من أجل خدمة المذهب الزيدي".
تهديد ووعيد
وجَّه زيد تهديدا واضحا للحوثي بقوله "أستطيع سحب البساط من تحت أقدام عبدالملك الحوثي برسالة واحدة في مجموعة واتس اب، وأطالب العلماء والمشايخ والقضاة والسياسيين والقيادات السياسية والإدارية والعسكرية والقبلية، بالتراجع عن دعمه، لأثبت له أنه جديد على الساحة، وأنني وبعض رفاقي صنعنا له شعبيته، واسم عبدالملك لا زال مكتوبا لدينا بقلم الرصاص، والحوثي يدرك جيدا حجم عائلتي وأصهاري وأقاربي الموجودين في كل مرافق الدولة، بالعاصمة والمحافظات، وأننا الذين خدمناه، وليس إيران، التي دبّرت وشوّهت صورته في اليمن، وأفقدته حب اليمنيين، وعليه أن يعرف حجمه إذا قررنا سحب دعمنا له".
التواصل مع الشرعية
وصف زيد علاقته مع قيادات الشرعية، بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه الفريق علي محسن الأحمر، ورئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، وقال "علاقتي طيبة بكل هؤلاء، ولم تنقطع بسبب تأييدي لانقلاب الحوثيين، وقد أرسلت ملاحظات خطية لعبدالملك الحوثي بخصوص علاقته بإيران وحزب الله، ونبهته إلى أنها تتعارض مع ما نقوم به، ومع المذهب الزيدي، وإذا تمادى وتجاهل ما قدمنا له من نصائح فسنأخذ موقفا تجاهه، وحينها لن تنفعه إيران، ولن تقدم له جديدا".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها